"لديهن اهتمامات أخرى" | منصور دهامشة يرد على انتقادات تغييب النساء عن لجنة المتابعة

عبير بكر: غياب التمثيل النسائي بالمراكز القيادية يضر في صنع القرار | منصور دهامشة تمثيل النساء ضروري لكن "مجال اهتمامهن بعيد عن السياسية"

1 عرض المعرض
منصور دهامشة ، عبير بكر
منصور دهامشة ، عبير بكر
منصور دهامشة ، عبير بكر
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
تتواصل الانتقادات والتساؤلات حول غياب التمثيل النسائي في لجنة المتابعة واللجان المنبثقة عنها، خاصة بعد أن تم فتح باب الترشيح للرئاسة لجنة المتابعة، بينما لجنة الانتخابات المنبثة عنها المشكلة من 7 أشخاص دون أي تمثيل نسائي فيها.
يأتي ذلك أيضا بعد أن انتقدت ناشطات تغييب الصوت النسائي في الخطابات المركزية خلال المناسبات الوطنية التي تحييها لجنة المتابعة، وسواءا في النشاطات القطرية التي تدعو لها، ومؤخرا ضد العنف والجريمة في كفر ياسيف، وإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى في سخنين وغيرها من النشاطات.

المحامية عبير بكر: غياب التمثيل النسائي بالمراكز القيادية يضر في صنع القرار

المحامية عبير بكر: غياب التمثيل النسائي بالمراكز القيادية يضر في صنع القرار
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
10:35
عبير بكر، المحامية والناشطة الحقوقية، سلطت الضوء في حديث خاص لراديو الناس على قضية تمثيل النساء في لجنة المتابعة الفلسطينية، مؤكدة أن غياب النساء عن المراكز القيادية يمثل مشكلة مستمرة ويعكس محدودية المشاركة النسوية في صنع القرار، فيما ردّ منصور دهامشة – عضو قيادة لجنة المتابعة ورئيس لجنة المكافحة المنبثقة عنها، على هذه الانتقادات بتصريح صادم!
بكر أوضحت أن انتقادها جاء بعد اطلاعها على تركيبة اللجنة، التي تضم سبعة أعضاء جميعهم من الرجال، فقالت: "صدفة وصلتني رسالة تحتوي على تركيبة اللجنة، ورأيت أنها سبعة رجال. انتقدت الموضوع في مجموعة داخلية، وما شعرت أنه أخذ الأهمية المطلوبة، فاستمررت في متابعة الموضوع من زاوية كوني امرأة ومسؤولة أمام المجتمع".

نرفع صوتنا لتعزيز مكانة هذا الجسم المهم

وأضافت: "الموضوع لم يعد مجرد نقاش داخلي على مجموعات الواتس، بل من واجبنا أن نرفع الصوت من أجل تعزيز مكانة هذا الجسم المهم، الذي يجمع كل الحركات والفئات السياسية تحت سقف وحدوي، وعلاقته مع المجتمع المدني تاريخياً مهمة للغاية."
وأشارت بكر إلى أن لجنة المتابعة لم توفر تمثيلاً عادلاً للنساء في السنوات الماضية، رغم أن النساء لعبن أدواراً فاعلة في المؤتمرات والهيئات التابعة للجنة. وتابعت في هذا السياق: "هل يعقل أن هيئة بهذا الحجم تقوم من سبعة رجال، دون أن يلاحظ أحد أن هناك خللاً؟ هذا الموضوع أصبح مطبعاً للأسف، وكأن مشاركة النساء غير مهمة."
واستعرضت الناشطة الحقوقية العقبات التي تواجه النساء في المجتمع العربي، مؤكدة أن البيئة الذكورية تحد من فرصهن للمشاركة الكاملة. وقالت: "من الصعب تحقيق المساواة لفئة عاشت غبنًا تاريخياً، وأحياناً لا تتوافر لديها الشجاعة الكافية للتحدي، لأن المجتمع لا يزال ذكورياً. يكفي أن تحضري اجتماعاً واحداً لتدركي شعور المرأة في مثل هذه البيئات."
كما أكدت بكر أن المؤسسات النسوية كانت دائماً على دراية بهذه القضية، لكنها أشارت إلى أن موضوع تمثيل النساء لم يُطرح بالجدية المطلوبة داخلياً أو على مستوى القرارات الرسمية، مضيفة "الموضوع موجود لدى المؤسسات النسوية، وهناك مشاريع محلية خاصة، لكنه لم يُطرح بالصورة الكاملة، ولم يُعطَ أولوية في الاجتماعات والقرارات."
ودعت بكر إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتعزيز تمثيل النساء، مشيرة إلى أن غيابهن عن اللجنة يضر بالمجتمع ككل، قائلة إنه "بدون النساء لا يمكن تمثيل كل قضايا شعبنا، وعلينا العمل لضمان أن يكون لهن دور أساسي في كل اللجان، ليس فقط لعرض قضايا النساء، بل لمساهمة فعلية في صنع القرار."
وأوضحت أن غياب التمثيل النسوي لا يقلل من أهمية النساء، بل إنهن غالباً يتفوقن على الرجال في الإنجازات. وأضافت "حتى في المؤتمرات، الغالبية العظمى من الذين قدموا الأوراق ونظّموا المؤتمر كانوا النساء، ولديهن إمكانيات وإبداع يمكن أن يكون في كل مجالات الحياة في مجتمعنا العربي، بما فيها السياسة."

دهامشة: نشدد على ضرورة تحصين التمثيل النسائي، ولكن..

دهامشة: نشدد على ضرورة تحصين التمثيل النسائي، ولكن..
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
07:03
منصور دهامشة، عضو قيادة لجنة المتابعة ورئيس لجنة مكافحة العنف والجريمة المنبثقة عنها، بدأ حديثه بالرد لى مداخلة المحامية عبير بكر، معربا عن تقديره وشكره لموقفها، مؤكداً أن هذه الملاحظات بنّاءة ويمكن الاعتماد عليها لتصحيح المسار، وشدد على موقفه الداعم لتمثيل النساء في كافة الهيئات السياسية والمجتمعية، قائلاً: "أنا من أكثر الناس المؤيدين لتمثيل النساء في كافة الهيئات السياسية والمجتمعية، وهذا ليس قولاً وإنما بالفعل"
وأشار دهامشة إلى أن الجبهة التي ينتمي إليها عملت على تحصين دور النساء في القيادات السياسية وضمان تمثيلهن بنسبة لا تقل عن 30% في كل هيئة انتخابية، مضيفاً: "في دستور لجنة المتابعة منذ عشر سنوات عملنا على تحصين تمثيل النساء وفي تمثيلهنّ داخل اللجان.
وأما عن تشكيلة لجنة الانتخابات التي يغيب عنها التمثيل النسائي، قال دهامشة "عندما تم اختيار اللجنة توجهنا لكل المركبات، وكان هناك اجتماع حضره كل ممثلي مركبات لجنة المتابعة، وكانت هذه الاقتراحات من المركبات حول من يكون ممثلاً."
وأشار إلى أن بعض النساء يمثلن الجبهة داخل لجنة المتابعة مثل عايدة تومة ونبيلة اسبنيولي، مشدداً على أن هذا لا يعني التوقف عن دعم مشاركة النساء. وتابع "دعني أعطيك ملاحظة صغيرة، دعونا لا نظلم النساء دوماً ولا نحملهن أكثر من طاقتهن، فما تقوم به النساء من مسؤوليات على المستوى العائلي والأكاديمي والإنجازات الشخصية يفوق أحياناً ما يقوم به الرجال."
واستشهد دهامشة بتجربته الشخصية قائلاً: "عندي ثلاثة أولاد، وبنتي أنهت اللقب الأول والثاني والثالث، والآن ستذهب إلى أمريكا للقيام بمرحلة البوست دكتوراه. هذا يدل على أن النساء لديهن طموحات وإنجازات تختلف عن الرجال."

"مجال الاهتمام بعيدا عن السياسة"

وفي موقف صادم تجاه مشاركة النساء في العمل السياسي، أكد دهامشة أن اهتمامهن يتجه نحو مجالات أخرى من الإنجاز: "أنا أقول بالعكس تماماً، النساء لديهن اهتمام وإنجازات أكثر من الرجال، وإنجازاتهن تتجه إلى مجالات بعيدة عن السياسة، لكن هذا لا يقلل من دورهن في المجتمع."
وأكد دهامشة ضرورة تصحيح التمثيل الحالي ومنح الأفضلية للنساء، داعياً النساء لترشيح أنفسهن لرئاسة لجنة المتابعة. وقال: "أدعو من الآن عبر إذاعتكم أن تكون النساء مرشحات لرئاسة لجنة المتابعة، من أجل أن يكون هناك تغيير مجتمعي وتصحيح المسار، وياريت يكون عندنا نساء في كل زمان."
كما شدد على أن النساء لهن مكانة ودور مهم في جميع مجالات الحياة، بما فيها المجال السياسي، قائلا: "أصلاً في المؤتمر الذي أقيم حول العنف والجريمة، الغالبية العظمى من الذين قدموا أوراق المؤتمر وكانوا من القائمين عليه كانوا النساء، ولديهن إمكانيات وإبداع يمكن أن يكون في كل مجالات الحياة في مجتمعنا العربي، بما فيها السياسة."

تصريحات دهامشة تتفاعل: موقف رسمي من الجبهة

في أعقاب التصريحات الصادمة، والقضية التي كشف عنها راديو الناس حول تغييب التمثيل النسائي، أصدر سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أمجد شبيطة بيانا لوسائل الاعلام، دعا فيه الى تغيير تركيبة لجنة الانتخابات لرئيس لجنة المتابعة لضمان وجود تمثيل نسائل فيها.
وجاء في الرسالة: "نقترح على الإخوة في المركبات المختلفة اعادة النظر بشأن تركيبة لجنة الانتخابات وتوسيعها من 7 إلى 11 عضوا وذلك لضمان تمثيل لائق للنساء ولكافة مركبات مجتمعنا بما فيها النقب الذي يواجه أبشع المخططات الاقتلاعية. النساء كن وما زلن وسيبقين رافدا أساسيا بنضالنا السياسي، الاجتماعي والقومي نحو المساواة والعدالة. مع التحية، أمجد شبيطة - سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة