كشف تقرير صحفي عن تفاصيل الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل على إيران، واللحظات الأولى منه، وما خشيته إسرائيل في تلك اللحظة.
ويقول التقرير إن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ للمرة الأولى ومنذ اللحظة الأولى للهجوم غارات جوية مباشرة فوق الأجواء الإيرانية، مستهدفًا مواقع في طهران ذاتها، وذلك في إطار العملية العسكرية المباغتة التي بدأتها إسرائيل في إيران.
ويُنظر إلى هذه الخطوة كـ"اختراق عملياتي غير مسبوق لقدرات الجيش الإسرائيلي، بعدما كان يُعتقد أن مثل هذا السيناريو يقتصر على الخيال العلمي".
ووفقًا للتقرير، فعّل ضباط غرفة العمليات الجوية في مقر القيادة المركزية من قلب الغرفة المحصنة في وزارة الأمن شيفرة "ألفا" بشكل متواصل، إيذانًا بإصابة الأهداف واحدًا تلو الآخر، وسط حالة توتر قصوى خشية ردود فعل إيرانية مفاجئة.
مصدر رفيع في سلاح الجو قال: "الجميع كان متوتراً داخل غرف القيادة والسيطرة، لكن مع تتابع تقارير الإصابة الدقيقة للأهداف، بدأ يتضح أن من اخترق سماء طهران أصبحوا أساطير حقيقية داخل سلاح الجو". وأوضح أن العملية شهدت إسقاط طائرات مسيّرة إسرائيلية بنيران الدفاعات الإيرانية، في حين لم تُسجَّل خسائر في الطائرات المأهولة.
برنامج "Stand-in Teheran"
العملية اعتمدت على برنامج استخباري-عملياتي-تكنولوجي شديد السرية عُرف باسم "Stand-in Teheran" (SIT)، يقوم على تنفيذ هجمات من مسافات قريبة للغاية، في عمق الأراضي الإيرانية، على عكس الاستراتيجية التقليدية التي تعتمد الضرب من خارج نطاق منظومات الدفاع الجوي.
الفريق الذي بلور الفكرة، بقيادة الضابط أمير برعام – نائب رئيس الأركان السابق والمدير العام الحالي لوزارة الأمن – صاغ مفهوم "الصدمة النظامية"، أي شلّ مراكز الثقل الإيرانية عسكريًا ونفسيًا من خلال هجوم مفاجئ وسريع يربك القيادة والسيطرة ويضعف الروح المعنوية للقوات.
أبعاد استراتيجية
وفق التقرير، بُنيت العملية على "مثلث استراتيجي" يشمل: تعزيز الدفاعات الجوية والجبهة الداخلية في إسرائيل. تنفيذ عمليات سرية بعيدة المدى لتصفية 14 عالمًا في مشروع السلاح النووي، و"الزفاف الأحمر" لاستهداف قيادات رفيعة في المنظومة الأمنية الإيرانية. تفعيل برنامج SIT الذي سمح بظهور مقاتلات إسرائيلية فوق طهران نفسها.
المناقشات التي سبقت العملية شهدت ترددًا داخل هيئة الأركان، نظرًا للطابع "الخيالي" للفكرة في ظل المسافة الطويلة (2000 كم من إسرائيل) وكثافة الدفاعات الإيرانية. لكن في نهاية المطاف، رُصدت ميزانية خاصة بقيمة 2.6 مليار شيكل لتطوير القدرات المطلوبة.
ردود وتوقعات
التقرير أشار إلى أن العملية حققت "إنجازًا تاريخيًا" في نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فيما لا يزال السؤال مفتوحًا حول التكلفة مقابل الفائدة، خاصة في ظل عدم اتضاح ما إذا كانت إيران ستعيد بناء مشروعها النووي.
مسؤول إسرائيلي بارز شارك في التحضيرات قال: "إذا طُلب من الجيش تنفيذ هجوم آخر، فسيكون عليه استخدام أدوات جديدة ومفاجآت أكبر فوق رأس العدو".