أثارت مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الهجوم على منشآت نووية إيرانية، بالتنسيق مع إسرائيل، عاصفة سياسية داخل الولايات المتحدة، وسط انقسام حاد بين داعميه في الحزب الجمهوري ومعارضيه في الحزب الديمقراطي، بينما لا تزال تداعيات الضربة تتكشف.
ففي حين سارعت غالبية قيادات الحزب الجمهوري إلى تأييد ترامب والإشادة بالعملية العسكرية، برزت أصوات معارضة من داخل معسكره ذاته، ولا سيما من الجناح الانعزالي في قاعدته السياسية. وكتبت عضو الكونغرس الجمهورية مارجوري تايلور غرين، التي كانت من أبرز مؤيديه سابقًا: "القنابل ما كانت لتسقط على الإسرائيليين لو لم يقصف نتنياهو الإيرانيين. هذه ليست حربنا".
كذلك، انتقد النائبان الجمهوريان توماس ماسي ووارن ديفيدسون قرار ترامب، واعتبراه "غير دستوري"، مشددين على أن الرئيس وعد بأن يكون "رئيس السلام" وأن يضع "أميركا أولاً".
ردّ ترامب لم يتأخر، حيث وصف ماسي بـ"الضعيف وغير الفعّال"، فيما تحدّثت تقارير عن محاولات من قبل حلفاء الرئيس لإقصائه في الانتخابات المقبلة.
في المقابل، رأى زعماء الجمهوريين في الكونغرس، مثل مايك جونسون وجون ثون، أن الضربة بعثت برسالة واضحة إلى خصوم الولايات المتحدة، واصفين العملية بأنها "دقيقة وقوية".
أما في المعسكر الديمقراطي، فكانت النبرة أكثر حدة، حيث طالب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بتفعيل قانون يمنع أي رئيس من شنّ حرب دون موافقة الكونغرس، بينما قال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إن "ترامب وعد بالسلام في الشرق الأوسط وفشل... لقد خادع الأمة وخرق صلاحياته الدستورية".
وذهبت النائبة التقدمية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن "قرار الرئيس قصف إيران دون تفويض هو خرق جسيم للدستور، ومبرّر لعزله"، محذرة من انزلاق البلاد إلى "حرب قد تمتد لأجيال".
وعبّر المتظاهرون في شوارع واشنطن ونيويورك وأتلانتا عن رفضهم لما وصفوه بـ"مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط"، بينما شدد النائب الديمقراطي روبن غاليغو على ضرورة "منع الرئيس من جرّ أميركا إلى حرب لا نهاية لها".
ورغم المعارضة، أبدى بعض الديمقراطيين دعمًا للعملية، وقال النائب جوش غوتهايمر إن "الولايات المتحدة اتخذت خطوة حاسمة لحماية أمنها القومي"، مضيفًا أن "تدمير البرنامج النووي الإيراني ضرورة لتحقيق السلام"، وهو موقف دعمه أيضًا النائب الديمقراطي جون فيترمان.
جدل حول النتائج
ورغم تصريحات البيت الأبيض عن "نجاح ساحق"، لا تزال نتائج الهجوم غير واضحة. إذ أفادت تقديرات أولية نقلتها نيويورك تايمز عن مصادر أميركية وإسرائيلية أن منشأة "فوردو" النووية الإيرانية تعرّضت لأضرار جسيمة لكنها لم تُدمّر كليًا، وسط غياب صورة دقيقة لحجم الأضرار حتى اللحظة.
مع ذلك، كرّر ترامب وعدد من كبار مسؤولي إدارته بأن "العملية حققت أهدافها"، وزعم الرئيس أن "المنشآت النووية الإيرانية دُمرت بالكامل"، مضيفًا: "ألحقنا ضررًا هائلًا بالبرنامج النووي الإيراني، ولن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي أبدًا".