تتواصل الاستعدادات لافتتاح السنة الدراسية الجديدة في البلاد، وسط ظروف استثنائية ومعقدة يعيشها المجتمع العربي على مختلف الأصعدة. وفي هذا السياق، تحدثت جيهان ذباح، مديرة مدرسة عبد العزيز أمون في دير الأسد، لـ"راديو الناس"، مؤكدة أن طاقم المدرسة يعمل بكامل طاقته لضمان جهوزية المبنى والبرامج التعليمية، رغم التحديات.
جيهان ذباح: المدرسة مسؤولية الدولة لا الأهالي
المنتصف مع فرات نصار
03:44
وقالت ذباح إن المدرسة تستعد كما في كل عام من حيث الجوانب اللوجستية والتعليمية، لكنها أوضحت أن السنوات الأخيرة فرضت واقعًا مختلفًا:"نستعد دائمًا لأي مفاجأة، فالظروف متغيرة وقد تطرأ أحداث غير متوقعة. لذلك نضع خططًا مزدوجة: كيف نبدأ عامًا دراسيًا عاديًا، وفي الوقت نفسه كيف نكون جاهزين لسيناريو غير عادي".
أزمة ميزانيات خانقة
وتطرقت مديرة المدرسة إلى أزمة الميزانيات التي تعاني منها السلطات المحلية العربية في السنوات الأخيرة، معتبرة أن هذا الوضع ينعكس مباشرة على المدارس:"نفتقد أحيانًا للموارد الأساسية، وبرامج مخصصة للطلاب يتم تقليصها أو تأجيلها. ومع ذلك، أنا لا ألجأ للأهالي لتغطية هذه الاحتياجات، بل أؤكد أن مسؤولية المدرسة تقع على السلطات الرسمية، لا على العائلات التي تعاني أصلًا من ضائقة اقتصادية".
وأضافت أنها على العكس، تعمل على مساعدة الأهالي المحتاجين من خلال مبادرات لدعم العائلات الفقيرة في شراء الكتب والقرطاسية والملابس للطلاب.
أثار الحرب والأزمات النفسية
وأشارت ذباح إلى التأثيرات النفسية العميقة التي تراكمت على الطلاب والأهالي بسبب جائحة كورونا أولًا ثم الحرب الأخيرة:"نرى اليوم آثارًا كبيرة على الصحة النفسية للطلاب والأطفال، وحتى للأهالي. هناك بيوت كثيرة تضررت بالحرب، ونحن نتعامل مع مشاكل نفسية متزايدة".
وأضافت أن دور المدرسة توسع ليشمل دعم الأهالي إلى جانب الطلاب:"نوجّه الناس لطلب المساعدة في حال الضائقة النفسية. للأسف، في المجتمع العربي ما زال هناك تردد في التوجه لمثل هذه المراكز. لذلك أحاول شخصيًا أن أشجع العائلات على الاهتمام بصحتها النفسية، لأن ذلك ينعكس مباشرة على أبنائهم".
أمل بمستقبل أفضل
وختمت مديرة المدرسة حديثها بالتأكيد على أن الهدف الأساس يبقى الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية بأفضل صورة ممكنة:"نأمل أن تكون الجهوزية في أعلى مستوياتها، وأن يتمكن طلابنا من بدء عام دراسي مستقر رغم كل الظروف. مستقبل مجتمعنا يبدأ من مدارسنا".