كشفت إحصائيات حديثة أن حوالي 48% من الأشخاص ذوي الإعاقة اضُطروا للتخلي عن استخدام وسائل المواصلات العامة خلال العام بسبب غياب إمكانية الوصول أو البنية التحتية غير الملائمة.
وصادف أمس اليوم العالمي لذوي الإعاقة، وقد خصصته الأمم المتحدة لرفع الوعي وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبدمجهم بشكل كامل في المجتمع.
خالد محاميد، مدير بيت نضال لذوي الاحتياجات الخاصة، قال تعليقا على هذه المعطيات بأنها تُظهر حجم الفجوة العميقة في الإتاحة لذوي الإعاقة، محذّرًا من أنّ “نحو خمسين في المئة من الأشخاص ذوي الإعاقة يضطرون للتخلي عن استخدام وسائل النقل العام بسبب انعدام الإتاحة الأساسية”.
خالد محاميد: المعطيات تُظهر حجم الفجوة العميقة في الإتاحة لذوي الإعاقة
المنتصف مع أمير الخطيب
06:03
وقال محاميد في حديثه لراديو الناس، إنّ هذه الأرقام “تدقّ ناقوس الخطر وتكشف عن أزمة مركّبة تتعمّق عامًا بعد عام”، مشيرًا إلى أنّ اليوم العالمي لذوي التحدّيات الذي أُحيي مؤخرًا “شكّل فرصة لتوجيه الشكر لكل من شارك ودعم هذه الفعاليات، ولا سيّما في مدينة أم الفحم”.
80% من المواصلات العامة غير متاحة
وأوضح محاميد أنّ “نحو 80% من المواصلات العامة في دولة إسرائيل غير متاحة”، مضيفًا: «حين نقول غير متاحة، نعني ببساطة أنّ الشخص الذي يريد السفر من العفولة إلى تل أبيب قد لا يجد حافلة واحدة مناسبة لصعوده، حتى لو توفرت الإتاحة داخل المدن، فإن الإتاحة الخارجية غائبة بالكامل».
وأشار إلى أنّ العديد من الشوارع والأرصفة تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية التي تتيح وصول ذوي الإعاقة إلى محطات الحافلات، قائلاً: «أنا أسمي بلداتنا العربية بلدات وعرية… الإتاحة معدومة، ولا توجد إمكانية للوصول أصلًا إلى المحطّات».
سائقون يرفضون فتح المنصة المخصّصة لذوي الإعاقة
وسرد محاميد شكاوى متكرّرة حول كيفية تعامل السائقين، مؤكدًا أنّ بعضهم يرفض فتح المنصة المخصّصة لصعود الكراسي المتحرّكة. وقال: «يطلب الشخص من السائق فتح المنصة، فيجيبه: إذا فتحتها في الشارع تُسحب رخصتي… هذا يحدث في المدن الكبرى وفي كل أنحاء البلاد».
ثلاث شرائح من ذوي الإعاقة ومجموعة بلا حلول
ولشرح تعقيدات المشكلة، أوضح محاميد أنّ ذوي الإعاقة ينقسمون إلى ثلاث فئات رئيسية:
- أصحاب الكراسي المتحرّكة أو الثابتة، يحصلون على مخصّصات وسيارات مجهّزة، وبالتالي “يستطيعون الوصول إلى معظم الأماكن باستخدام سياراتهم الخاصة”.
- الأشخاص الذين يفضّلون استخدام القطار والحافلات رغم امتلاكهم سيارات، وهؤلاء – كما يقول – “يمتلكون الحق الشرعي الكامل في استخدام المواصلات العامة مثل أي مواطن آخر”.
- ذوو التحديات البصرية، وقال محاميد إنّ هذه الفئة “هي الأكثر تضررًا”، مضيفًا: «هؤلاء يعيشون وسط بنية تحتية معدومة، وبعض سائقي سيارات الأجرة يرفضون نقلهم بسبب وجود الكلاب المرافقة لهم، وهذا أمر مؤسف للغاية».
المشكلة أعمق في البلدات العربية
وشدّد محاميد على أنّ المشكلة “متجذّرة ومتعاظمة في البلدات العربية بشكل خاص”، كاشفًا أنّه يعمل ضمن لجان في الكنيست وعلى تواصل مستمر مع مكاتب حكومية لتحسين الإتاحة. وقال: «نحن نسمع وعودًا كثيرة، مثل أن الدولة تدفع 5900 شيكل شهريًا لسيارة ذوي الإعاقة… لكننا نطالب بمنحنا فرصة لتحسين الواقع ورؤية نتائج فعلية».
دعوة لتحسين الواقع والاحتفال مستقبلاً ببلاد متاحة
وفي ختام المقابلة، أعرب محاميد عن أمله في أن يشهد العام المقبل تقدّمًا حقيقيًا في هذا الملف، قائلاً: «نأمل أن نحتفل في العام القادم بيوم ذوي التحديات في بلادٍ متاحة للجميع… هذا واجب وليس منّة».


