هل أصبح الرفق بالحيوان جريمة؟ | معلمة من الشمال تواجه تحقيقًا بسبب "عنزة"

"تصرفت بدافع الرحمة، فقط لا غير. لم أستطع أن أترك الحيوان في خطر، ضميري لم يسمح لي أن أتجاهل الموقف"، أكدت المربية، التي عبّرت عن صدمتها من طريقة تعامل الشرطة مع الحادثة.

شهادة من العائلة
في حادثة غريبة أثارت موجة واسعة من التفاعل والدهشة، كشف راديو الناس أن الشرطة أوقفت معلمة من سكان شمالي البلاد وحققت معها بشبهة "السرقة الزراعية"، وذلك بعد أن قامت بمساعدة "عنزة" كانت تتجول على شارع رئيسي، محاوِلةً إبعادها عن الطريق خوفًا على سلامتها.
التحقيق مع معلمة من الشمال بسبب مساعدة ماعز
المنتصف مع فرات نصار
08:48
المعلمة، التي تعمل في سلك التعليم منذ سنوات طويلة وتعيش حياة هادئة بلا أي سوابق جنائية، قالت في حديث خاص إنها لاحظت وجود عنزة تائهة على شارع رئيسي في الجليل، أثناء عودتها إلى منزلها برفقة زوجها، فقررت أن توقف السيارة وتنقلها إلى منطقة زراعية قريبة خشية أن تتعرض للدهس.
"تصرفت بدافع الرحمة، فقط لا غير. لم أستطع أن أترك الحيوان في خطر، ضميري لم يسمح لي أن أتجاهل الموقف"، أكدت المربية، التي عبّرت عن صدمتها من طريقة تعامل الشرطة مع الحادثة.
بعد عشرة أيام من الحادثة، فوجئت العائلة بزيارة الشرطة، حيث وصلت إلى منزلها أربع دوريات، وتم تفتيش البيت بدعوى وجود أمر قضائي. كما تم اقتيادها وزوجها للتحقيق في مركز الشرطة، وهناك تم فتح ملف جنائي ضدها، ومصادرة سيارتها الخاصة التي استخدمتها في نقل العنزة، رغم توضيحها المتكرر أنها لم تحتجز الحيوان وأنها تركته في الحقل.
المحامي شادي ذباح
المنتصف مع فرات نصار
03:11
المحامي شادي ذباح: "شرّ البلية ما يُضحك" ويترافع عن المربية المحامي شادي ذباح، الذي صرّح لراديو الناس قائلًا:"بدل أن تنشغل الشرطة بضبط السلاح المنتشر، قررت أن تفتح ملفًا جنائيًا ضد امرأة بلا سوابق لأنها أنقذت عنزة من حادث سير محتمل. إنها مهزلة حقيقية". وأوضح المحامي أن المعلمة تواجه شبهة جنائية بتهمة "سرقة زراعية"، رغم أن لا دليل على وجود العنزة لديها، مشيرًا إلى أن الشرطة فتشت المنزل بالكامل وحتى السطح، دون أن تعثر على أي شيء. وأضاف ذباح:"قدمنا طلبًا لإعادة السيارة المصادرة، لكن الشرطة أصرت على إبقائها وتطالب بتأمين مالي. كما طلبنا من المحكمة فحص كاميرات الشارع التي توثق الواقعة وتثبت أن نية موكلتي كانت إنسانية بحتة".
نداء إنساني وشهادة مجتمعية المعلمة وجّهت نداءً عبر راديو الناس للشابين اللذين أوقفا سياراتهما وساعدا في الإمساك بالعنزة يوم الحادثة، طالبةً منهما التواصل والإدلاء بشهادتهما، علّ ذلك يُسهم في إغلاق الملف الذي وصفته بـ"الظالم والمهين". وأكدت في نهاية حديثها:"أنا لم أسرق، بل تصرفت كإنسانة. ربّينا على احترام الحياة، وعلى مبدأ الرفق بالحيوان، وليس على معاقبة من يتصرف بضمير حي".
الشرطة: لم ترد بعد وقد توجهت راديو الناس إلى شرطة إسرائيل بطلب تعقيب رسمي، وتم منحها حق الرد وفقًا للأصول. وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصل أي رد. هذه الحادثة التي تبدو كأنها من عالم السخرية، تطرح أسئلة جدية حول أولويات تطبيق القانون، وجدوى ملاحقة من يقدّم المساعدة بدوافع إنسانية، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات أعمق، كالعنف والجريمة المنظمة.