منذ اندلاع الحرب في شهر أكتوبر 2023، تم إجلاء عشرات الآلاف من سكان البلدات الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان، مثل كريات شمونة والمطلة، بسبب القصف والتهديدات الأمنية. واليوم، بعد مرور أكثر من عام ونصف، لا يزال نحو 20 ألف شخص يعيشون خارج بلداتهم، وكثير منهم لا يرغبون في العودة.
توقف الدعم الحكومي وصعوبة العودة
كانت الحكومة الإسرائيلية قد وفّرت سكناً بديلاً للمهجّرين، مثل الفنادق أو شقق الإيجار، لكنها أعلنت أن هذا التمويل سيتوقف قريباً. ابتداءً من السابع من يوليو، سيتعين على نحو 4,000 شخص مقيم في فنادق وقرابة 17,000 آخرين يقيمون في شقق مستأجرة تدبر أمورهم دون دعم حكومي.
رغم أن بعض السكان عادوا تدريجياً، إلا أن مدناً مثل كريات شمونة والمطلة لا تزال تشهد انخفاضًا كبيرًا في نسب العودة، بعكس الكيبوتسات التي عاد إليها معظم السكان. وتقول إيلانيت، وهي نازحة من كريات شمونة تعيش في فندق منذ سنة ونصف في حديث مع صحيفة ذي ماركر: "كل من لديه فرصة صغيرة لعدم العودة، لن يعود. المدينة حزينة ولا حياة فيها".
نقص في الخدمات وغلاء المعيشة
سكان كثيرون عبّروا عن خيبة أملهم من الخدمات في مناطقهم الأصلية. في المطلة مثلاً، لا توجد مدرسة متكاملة بسبب قلة عدد الأطفال العائدين. كما أن الوصول إلى المراكز الطبية أو حتى مشاهدة فيلم في السينما يتطلب السفر لساعات إلى مدن كحيفا.
وتشير تقارير إلى أن كريات شمونة تعاني من تراجع في الطلب على السكن وانخفاض في أسعار الإيجارات. بعض السكان عرضوا ممتلكاتهم للبيع ولم يجدوا من يشتري. وهناك من يصف المدينة بأنها مخصصة للمستثمرين لا للسكان المحليين.
محاولات حكومية لإعادة الإعمار
الحكومة وعدت بخطة إنعاش للشمال بقيمة 8 مليارات شيكل، تشمل مشاريع مثل إنشاء جامعة في كريات شمونة ومدرسة طب في مستشفى نهاريا، بهدف جذب السكان وتعزيز جودة الحياة. لكن بعض السكان لا يثقون بالوعود الرسمية، ويقولون إن القرارات بطيئة والتنفيذ شبه غائب.
