فيلم "لا أرض أخرى" الفلسطيني يحصد جائزة أوسكار للأفلام الوثائقية الطويلة

وسط هجوم إسرائيلي، المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام يتسلمان جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل يتناول التهجير في مسافر يطا

راديو الناس|
تسلّم المخرج الفلسطيني ابن مسافر يطّا باسل عدرا، والصحفي اليهودي الإسرائيلي يوفال أبراهام، جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل لفيلم "لا أرض أخرى" No Other Land الذي يوثق معاناة سكّان مسافر يطا المهددة بالتهجير من خلال صداقة تنشأ بين عدرا والصحفي يوفال.
ويوثق الفيلم مشاهد حقيقية على مدار سنوات من هدم للبيوت والمدارس وللخيام وتجريف الأراضي والبنى التحتية ضمن مشروع إسرائيلي يسعى للاستيطان في تلك المنطقة
وفي تصريح له عقب فوزه بجائزة أوسكار، قال عدرا إن الفيلم يعكس الواقع المأساوي لمسافر يطا، مضيفا "ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي للشعب الفلسطيني".
وبدوره، قال يوفال "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين، حيث نعيش في نظام فيه أكون أنا حرّا بموجب القانون المدني وباسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها". والمشاهد التي وثقها الفيلم على الحواجز العسكرية، والتي تعكس الفرق في التعامل بين السيارات التي تحمل ألواحا رقمية باللون الأصفر والسيارات مع لوحة بيضاء، تركت أثرا بالغا لدى يوفال
وأكد في حديثه لوكالات أنباء هناك طريق مختلف، وهو حل سياسي دون تفوق عرقي ومع ضمان الحقوق العاملة لكلا الشعبين، مضيفا "ألا ترون أن حياتنا متداخلة؟ وأن شعبي يمكن أن يكون آمنا حقا إذا كان شعب باسل حرا وآمنا حقا؟ هناك سبيل آخر ولم يفت الأوان بعد".
ميكي زوهر يهاجم الفيلم بشدة: يشوه صورة إسرائيل
1 عرض المعرض
لقطة من فيلم لا أرض أخرى" No Other Land
لقطة من فيلم لا أرض أخرى" No Other Land
لقطة من فيلم لا أرض أخرى" No Other Land
(انترنت)
وفي أول رد فعلي إسرائيلي، هاجم وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر فوز الفيلم بجائزة أوسكار.
وقال في تغريدة له على منصة "إكس"، إن "فوز فيلم لا أرض أخرى بجائزة الأوسكار هو لحظة حزينة بالنسبة لعالم السينما - فبدلاً من استعراض تعقيدات واقعنا، اختار صناع الفيلم ترديد روايات تشوه صورة إسرائيل في العالم. إن حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل التشهير بإسرائيل إلى أداة للترويج الدولي ليس إنتاجا، بل هو تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مجزرة السابع من أكتوبر والحرب المستمرة، فإن هذا الأمر يؤلمني بشكل مضاعف".
وتابع "هذا هو السبب بالتحديد وراء إقرارنا إصلاحات في السينما ــ لضمان توجيه الموارد العامة إلى الأعمال التي تتحدث إلى الجمهور الإسرائيلي، وليس إلى أعمال فنية تصنع مسيرتها المهنية من خلال تشويه سمعة البلاد في المهرجانات الأجنبية".
غالئون: الفيلم "يعكس عار إسرائيل في الاحتلال ويجب وقفه"
بدورها، قالت زهافا غلئون – الرئيسة السابقة لحزب ميرتس، إن الفيلم "يخجل بالفعل، ومن حقي أن أشعار بالخجل وأنا أسمه خطاب يوفال المذهل"، داعية الجمهور الإسرائيلي لمشاهدة الفيلم "حتى وإن كان ميكي زوهار غير راضٍ" – في إشارة الى تصريحات وزير الثقافة التي هاجم فيها الفيلم.
وتابعت "لا يوجد شيء معقد في (مشاهد) إخلاء الأشخاص (سكان مسافر يطا) الذين يعيشون في منازلهم منذ عقود من أجل إنشاء منطقة قتال. بالتأكيد خاصة عندما يأتي المستوطنون في نفس الوقت ويقومون ببناء البؤر الاستيطانية هناك من أجل متعتهم الشخصية"، مشيرة إلى أن في مسافر يطا هناك واقع مشوّه التي وصفته بـ"السموترتشي، حيث يحظى المستوطنون العنيفون بدعم من حكومة كاهانية عنيفة من أجل حرمان الناس من أراضيها".
وأكدت غالئون أن "الفيلم جدير بالمشاهدة، وهو طويل وبمشاهد صعبة متكررة للمشاهدة، مثلا الاحتلال، الذي هو عار لإسرائيل، وإذا أردنا أن نوقف هذا العار علينا تغيير الواقع وليس إخراس المبدعين".
First published: 08:56, 03.03.25