دراسة تحذّر: اضطراب نوم شائع يسرّع شيخوخة القلب ويرفع خطر الوفاة المبكرة

انقطاع النفس الانسدادي غير المعالج يسبب أضرارًا متراكمة للقلب والأوعية الدموية ويؤكد أهمية التشخيص المبكر 

1 عرض المعرض
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
(فلاش 90)
سلّطت دراسة علمية حديثة الضوء على عامل صحي خفي يشكّل خطرًا كبيرًا على صحة القلب، إذ تبيّن أن انقطاع النفس الانسدادي النومي غير المعالج يسرّع شيخوخة القلب والأوعية الدموية، ويزيد من احتمالات الوفاة المبكرة.
وأجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتور ديفيد غوزال، نائب رئيس الشؤون الصحية وعميد كلية جوان سي. إدواردز للطب في جامعة مارشال، بالتعاون مع باحثين من كلية الطب في جامعة ميسوري. واعتمد الباحثون على تجربة طويلة الأمد أُجريت على الفئران، لمحاكاة الانخفاضات المتكررة في مستويات الأكسجين التي تحدث أثناء نوبات انقطاع النفس النومي.
وخلال الدراسة، جرى فحص تأثير التعرض المزمن لنقص الأكسجين المتقطع على صحة القلب والأوعية الدموية طوال عمر الفئران، حيث أظهرت النتائج ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الوفاة مقارنة بالحيوانات التي عاشت في ظروف أكسجين طبيعية.
كما كشفت النتائج عن مؤشرات واضحة لتسارع شيخوخة الجهاز القلبي الوعائي، شملت ارتفاع ضغط الدم، وضعف وظائف القلب، وتراجع مرونة الأوعية الدموية، إضافة إلى انخفاض احتياطي تدفق الدم التاجي واضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب.
وأشار الباحثون إلى أن الإجهاد الفسيولوجي المزمن الناتج عن انقطاع النفس النومي غير المعالج يؤدي إلى تغييرات جوهرية في بنية ووظائف القلب والأوعية الدموية، ما قد يساهم في تقليص متوسط العمر.
وقال المعدّ الرئيسي للدراسة، الدكتور محمد بدران، الأستاذ المساعد في طب الأطفال وعلم الأدوية والسموم بجامعة ميسوري، إن النتائج تؤكد أن تأثيرات انقطاع النفس النومي تتجاوز مجرد تدهور جودة النوم، موضحًا أن "النقص المتكرر في الأكسجين يشكّل عبئًا تراكميًا على القلب والأوعية الدموية، ويُسرّع الشيخوخة البيولوجية ويزيد من خطر الوفاة"، مشددًا على أهمية التشخيص المبكر والعلاج الفوري.
من جهته، أكد الدكتور غوزال أن الدراسة تُظهر علاقة مباشرة وطويلة الأمد بين انقطاع النفس النومي وأمراض القلب والأوعية الدموية، مشيرًا إلى أن النموذج التجريبي المستخدم يتيح رصد هذه التأثيرات بعيدًا عن العوامل الخارجية، ويثبت أن هذا الاضطراب ليس حالة بسيطة أو حميدة.
وأوضح الباحثون أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب، بما في ذلك استخدام أجهزة ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) وخيارات علاجية أخرى، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين صحة القلب على المدى الطويل، لا سيما في المجتمعات الريفية والمحرومة.