يسعى المفتّش العام للشرطة، اللواء داني ليفي، يسعى إلى إنهاء ولاية قائد لواء القدس، اللواء أمير أرزني، بشكلٍ سريع وقبل بدء شهر رمضان، وفقا لما أكّده موقع صحيفة يديعوت أحرونوت.
أرزني، الذي لم يُدرج ضمن دورة الترقيات الأخيرة، يُعد من بين الضباط الأكثر تشدّدًا في مواقفه تجاه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وبحسب المعلومات، فإن أرزني لم يخطّط لإكمال ولايته كاملة، وكان ينوي تقديم استقالته بعد شهر رمضان المقبل الذي يبدأ في فبراير وينتهي في مارس.
لكن وفق مصدر رفيع في الشرطة، يعمل ليفي في الأيام الأخيرة على دفع خطوة لاستبدال أرزني قبل بدء الصوم في رمضان، بهدف تعيين اللواء أفشالوم فلَد، المقرّب من بن غفير، والذي حاول الوزير سابقًا تعيينه مفتّشًا عامًا للشرطة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، جرت محاولات من جانب محيط ليفي للتوصل إلى تفاهم مع أرزني حول إنهاء مهامه قريبًا وتوجّهه للدراسة.
وتحدثت تقارير سابقة أن جولة التعيينات في رتبة لواء اكتملت قبل عدة أسابيع، إلا أن "بقاء أرزني في منصبه يؤخر نشرها بشكل نهائي". ووفق مصادر في الشرطة، فإن رفض أرزني الاستقالة في هذه المرحلة "يعرقل الإجراء".
محاولة إطاحة مبكرة
من جهة أخرى، يحذّر مسؤولون في الأجهزة الأمنية من أن محاولة الإطاحة المبكرة بقائد لواء القدس — قبل شهر رمضان الذي يُعد أكثر الفترات حساسية في المدينة — قد تكون مرتبطة بخطوات تتعلق بالمسجد الأقصى. وقال أحد المسؤولين:"أرزني يعرقل إجراءات يسعى الوزير إلى تنفيذها في الحرم. أخشى حتى من تخيّل ما قد يحدث خلال الفترة الحساسة لرمضان إذا تم تعيين أفشالوم فلَد."
ويُذكر أن بن غفير سبق أن خرق الوضع القائم في المسجد الأقصى أكثر من مرة، وظهر في مناسبات يقود فيها شعائر دينية داخل الحرم بحضور الشرطة.
ويُعتبر منصب قائد لواء القدس من أكثر المناصب حساسية بالنسبة لبن غفير، خصوصًا فيما يتعلق بتنفيذ سياساته في المسجد الأقصى. فالقائد هو من يطبّق فعليًا سياسة الوزير في المكان الأكثر حساسية، ويوقّع أيضًا على أوامر الإبعاد عن الحرم. كما أنه المسؤول عن إدارة سياسة الشرطة في التظاهرات بالمدينة، بما في ذلك منطقة مقرّ إقامة رئيس الوزراء—أحد أكثر مواقع الاحتجاج نشاطًا في السنوات الأخيرة.
وإذا نُفّذ تعيين فلَد بالفعل، فلن تكون هذه المرة الأولى التي يكون فيها الوزير متورطًا في تعيينات مسؤولي الشرطة في المنطقة. فالعقيد يوڤال رؤوبين، قائد محطة "مورياه" المسؤولة عن منطقة مقرّ نتنياهو في القدس، يُعد كذلك من المقرّبين من بن غفير، وقد اشتبك مؤخرًا في مظاهرات مع عضوتي الكنيست نعما لازيمي وجلعاد كريب.
وكان قد تمّ الكشف قبل نحو شهرين أن بن غفير يفكّر أيضًا في إقالة قائد لواء تل أبيب، اللواء حاييم سرغروف، الذي تعهّد في رسالة داخلية لضباطه "بالحفاظ على الديمقراطية وسيادة القانون".
وجاء في بيان شرطة إسرائيل:"لا نعلّق على جولات التعيينات التي تجرى داخل الجهاز."


