سلمت حركة حماس مساء أمس جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي، الذي أكد بدوره مشاركته في عملية التسليم ودعا إلى تنفيذ الاتفاق كاملاً.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استلم الجثامين ونقلها إلى المعهد الطبي الشرعي في "أبو كبير" للتعرف على هويتها وأسباب الوفاة، داعيًا الجمهور إلى التريّث حتى إبلاغ العائلات رسميًا.
في المقابل، نقلت تقارير قطرية عن مصادر رسمية أنّ دفعة جديدة من الجثامين ستُسلَّم اليوم في نقطتين مختلفتين داخل قطاع غزة. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أنّ أجهزة الأمن تعتقد أن حماس تعرف مواقع دفن أكثر من نصف المحتجزين المتبقين، رغم إعلانها معرفة مواقع 14 من أصل 28 قتيلاً.
غضب في صفوف عائلات المحتجزين
ويوم أمس، طالب منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين بلقاء عاجل مع رئيس الأركان أيال زامير، احتجاجًا على تسليم الجثامين على دفعات واعتباره خرقًا للاتفاق. وأكد المنتدى أنه سيطلب توضيحًا لأسباب استمرار الجيش في تنفيذ الاتفاق وإطلاق الأسرى الفلسطينيين رغم ما وصفوه بـ"عدم التزام حماس ببنوده".
إلغاء التهديدات الإسرائيلية بشأن معبر رفح
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإلغاء قرار سابق بعدم فتح معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية لغزة، رغم تأخر تسليم الجثامين. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمميين أن إسرائيل سمحت بدخول 300 شاحنة مساعدات فقط من أصل 600 اعتبارًا من اليوم.
من جهته، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى وقف إدخال المساعدات الإنسانية كليًا حتى تعيد حماس جميع الجثامين.
سموتريتش: سنقيم مستوطنات يهودية في غزة
على الصعيد السياسي، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال احتفال في مدينة سديروت إنّه “ستكون هناك مستوطنات يهودية في قطاع غزة”، مضيفًا أن أراضي القطاع “ملكٌ للشعب اليهودي”، وأن “الاستيطان هو شرط للأمن”، على حد قوله.
وبدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة CBS إن حكومته “وافقت على منح السلام فرصة”، لكنه شدد على ضرورة “تفكيك سلاح حماس بالكامل”. وأضاف أنّ شروط الرئيس ترامب واضحة وأن تطبيقها “سيحدث بسرعة وربما بالقوة”، محذرًا من أنّ استمرار حكم حماس في غزة “قد يفجّر الأوضاع”.
ترامب: نزع سلاح حماس سيتم قريبًا
من الولايات المتحدة، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّ حماس “ستتخلى عن سلاحها، وإن لم تفعل فسيُنتزع منها بالقوة”، مشيرًا إلى أن اتصالات تمت بين حماس ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
وأكد ترامب أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بدأت، لكن الاتفاق “لم يُنفّذ بالكامل بعد”، في إشارة إلى عدم إعادة كل الجثامين المحتجزة. وأضاف أن “إزالة بعض العصابات في غزة لا تزعجه”، معتبرًا أن “التنفيذ السريع لنزع السلاح يصبّ في مصلحة الجميع”.
سبعة قتلى في غزة
ميدانيا، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل سبعة أشخاص أمس، بينهم خمسة شرق مدينة غزة، برصاص الجيش الإسرائيلي الذي ادّعى أنهم اقتربوا من نقاط تمركزه الجديدة. وقال المتحدث باسم الجيش إن الحادثة تمثل “خرقًا للاتفاق”، مشيرًا إلى أن القوات “وجّهت إنذارات قبل إطلاق النار”.
في السياق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني إن الطواقم انتشلت أكثر من 250 جثمانًا منذ وقف الحرب، فيما لا يزال نحو عشرة آلاف شخص تحت الأنقاض. وأوضح رئيس بلدية غزة أن 95% من المعدات الثقيلة في القطاع دُمّرت خلال الحرب، ما يعقّد عمليات الإنقاذ ورفع الركام.
توتر بين هرتسوغ والكنيست على خلفية خطاب ترامب
انتقد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ استبعاد رئيس المحكمة العليا والمستشارة القضائية من جلسة الكنيست أثناء خطاب ترامب، معتبراً ذلك “إهانة للسلطة القضائية”.
وردّ رئيس الكنيست أمير أوحانا باتهام هرتسوغ بـ"ازدواجية المعايير"، قائلاً إن “القضاء نصّب نفسه فوق الشعب ولا يمكنه توقّع دعوات شرف من الكنيست”.
جرائم قتل في البلدات العربية
أقرت الطواقم الطبية وفاة الشاب مهران حسن أبو رقيق من تل السبع متأثرًا بإصابته بعيار ناري. وفي كفركنا، قُتل الشاب علي وائل عواودة (22 عامًا) إثر جريمة إطلاق نار نُقل على أثرها إلى المستشفى الإيطالي في الناصرة حيث فارق الحياة.
وقال عز الدين أمارة، رئيس المجلس المحلي في كفركنا، في حديث لراديو الناس، إن جهود الإصلاح بين الأطراف مستمرة لمنع تفاقم الأحداث.

