تشهد الساحة الثقافية في إسرائيل موجة جديدة من التحريض ضد مسرح "سرد" العربي في حيفا، بعد دعوة وزير الثقافة ميكي زوهر إلى وقف تمويل المسرح بدعوى أن عرضه الجديد "يمجّد الإرهاب" ويتناول قصة "مقاتل يخطف جندياً". وقد وجّه زوهر رسالته إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مطالباً بوقف الدعم الحكومي للمسرح فوراً، فيما انضم إليه الناشط اليميني شاي غليك، مدير منظمة "بتسلمو"، الذي وصف المسرح بأنه "بيت للتحريض والكراهية" ودعا إلى إغلاقه نهائياً.
المخرج أيمن نحّاس يردّ عبر راديو الناس: محاولات إسكاتنا لن توقف الفن العربي في حيفا
المنتصف مع فرات نصار
03:50
في حديث لـ "راديو الناس"، ردّ الفنان أيمن نحّاس، المدير الفني لمسرح "سرد"، على هذه الحملة قائلاً: "ما يزعج ميكي زوهر واليمين الإسرائيلي ليس مضمون المسرحية بحد ذاته، بل فكرة وجود مسرح عربي مستقل في حيفا يفكّر ويعبّر بحرية. هذا التحريض ليس جديداً، بل هو استمرار لمحاولات تهميش الثقافة العربية وإسكات الأصوات الإبداعية فيها".
وأوضح نحّاس أن المسرحية موضع الجدل تحمل عنوان "ردّ أطفال"، وهي من إنتاج مركز مسرح الناصرة، مضيفاً: "المسرحية مبنية على قصة حقيقية تتناول واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من زاوية إنسانية، من خلال شخصية مقاتل يخطف جندياً ليتبيّن لاحقاً أن الموقف أكثر تعقيداً مما يبدو. العمل لا يمجّد العنف، بل يطرح تساؤلات حول الإنسان وسط الصراع".
ورداً على سؤال حول إمكانية منع العرض أو تدخل الشرطة، قال نحّاس: "نحن نلتزم بالقوانين، وإذا صدر قرار أمني سنحترمه، لكن حتى الآن لم نتلقَّ أي بلاغ رسمي من الشرطة. في العام الماضي ألغوا لنا عرضاً بطريقة مماثلة، ومع ذلك واصلنا عملنا ضمن الحدود القانونية".
وأضاف المخرج أن الاتهامات المتداولة في وسائل الإعلام تعتمد على مغالطات، مشيراً إلى أن بعض المنتقدين لم يشاهدوا العرض أصلاً، بل اكتفوا بتداول منشورات تحريضية.
وختم نحّاس حديثه قائلاً: "رسالتنا واضحة: المسرح ليس ساحة للتحريض بل مساحة للفكر والحوار. محاولات إسكاتنا لن توقف الفن العربي في حيفا، ولن تمنعنا من الإبداع".
من المقرّر أن يُعرض العمل مساء اليوم على خشبة مسرح "سرد" في حيفا، في ظل ترقّب ثقافي وإعلامي واسع، وسط دعوات من الأوساط الفنية إلى وقف التحريض الرسمي ضد المؤسسات الثقافية العربية.