1 عرض المعرض


بابا الفاتيكان في بيروت
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
اختتم البابا لاوون الرابع عشر زيارته إلى بيروت بتوجيه سلسلة من الرسائل الحاسمة، شملت دعوات لوقف الهجمات المتبادلة، وتشديدًا على ضرورة إحياء مسارات الحوار والمصالحة، إضافة إلى تضامنه العميق مع عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت.
وفي كلمته الوداعية، عبّر الحبر الأعظم عن قلقه من تزايد التوتر على الحدود الجنوبية، قائلاً إن استمرار الأعمال العدائية "لا يجلب أي فائدة"، وداعيًا جميع الأطراف إلى تغليب لغة التفاوض على لغة السلاح لأن "الأسلحة تميت، أما الحوار فيبني". كما وجّه تحية إلى مختلف المناطق اللبنانية التي لم تشملها جولته، من الشمال إلى البقاع فالجنوب، معبِّرًا عن أمانيه بأن يستعيد البلد استقراره.
انفجار المرفأ.. عطش للعدالة
وخلال توقفه القصير عند موقع مرفأ بيروت قبل مغادرته البلاد، قال البابا إنه غادر المكان محمّلًا بـ"ألم وعطش" عائلات الضحايا لمعرفة الحقيقة الكاملة حول الانفجار الذي غيّر ملامح العاصمة. وأكد أنه يصلّي من أجل العدالة التي ينتظرها اللبنانيون منذ أكثر من خمس سنوات.
رسائل للشرق الأوسط
وفي قداس حاشد أقيم على الواجهة البحرية لبيروت بمشاركة مئات الآلاف، دعا البابا إلى تبني "مقاربات جديدة" لإنهاء عقلية العنف والانتقام التي أثقلت شعوب المنطقة، مؤكّدًا أن الشرق الأوسط قادر على فتح فصول جديدة تعلي شأن المصالحة والسلام. كما دعا المجتمع الدولي إلى بذل جهد أكبر لتعزيز مسارات التهدئة والحوار، محذرًا من أن استمرار الانقسامات سيعمّق معاناة الشعوب.
رسالة إلى مسيحيي المشرق
توجه البابا إلى المسيحيين في المنطقة، الذين تراجع عددهم على مدى سنوات بسبب الحروب والأزمات، داعيًا إياهم إلى الثبات والشجاعة، قائلاً إن الكنيسة "تنظر إليهم بمحبة وإعجاب"، وأنهم جزء أصيل من هوية المنطقة.
وفي عظته، شدد على ضرورة أن يتعاون اللبنانيون لإعادة بناء وطنهم واستعادة دوره ورونقه، لافتًا إلى الأزمات العديدة التي يمر بها، من الأزمة الاقتصادية إلى عدم الاستقرار السياسي ومآسي الانفجار. وقال إن تحقيق ذلك يتطلب "نزع السلاح من القلوب وفتح الأبواب أمام اللقاء بين مختلف الانتماءات".
وشهدت الزيارة تفاعلاً شعبيًا كبيرًا، حيث احتشد المواطنون منذ ساعات الصباح الأولى لاستقباله، بينما اتخذت القوى الأمنية إجراءات واسعة لتأمين موقع القداس.
كما خصّص البابا وقتًا لزيارة مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية، حيث التقى المرضى والعاملين الذين رحّبوا به بحرارة، في محطة أراد من خلالها تسليط الضوء على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

