شهدت الليلة الماضية تطورات سياسية وأمنية متسارعة، تمثلت في تصريحات جديدة لكلٍّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحرب على غزة وآفاق إنهائها، تزامنًا مع انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ، فيما تواصلت جرائم إطلاق النار في عدد من البلدات العربية داخل الخط الأخضر، وأسفرت عن مقتل شاب وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
نتنياهو: نقترب من نهاية الحرب لكن حماس لم تُدمَّر بعد
في مقابلة مع الإعلامي الأميركي بن شابيرو عشية الذكرى الثانية لهجمات 7 أكتوبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل قريبة من إنهاء الحرب لكنها لم تصل بعد إلى هذه المرحلة، مؤكدًا أن "ما بدأ في غزة سينتهي فيها بتحرير المحتجزين وإنهاء حكم حماس".
وأضاف نتنياهو أن حماس لم تُدمّر بعد، مشددًا على أن الحرب لن تنتهي ما دامت الحركة في الحكم وتوجه صواريخها نحو إسرائيل.
كما حذر من الخطر المتزايد للمشروع النووي الإيراني، قائلاً إن الصواريخ العابرة للقارات التي تطورها إيران قد تهدد مستقبلاً الولايات المتحدة أيضًا، معتبرًا أن إسرائيل تُشكّل درعًا يحمي الغرب وأميركا من هذا الخطر.
ترامب: المفاوضات حول اتفاق غزة تسير بشكل جيد جدًا
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن مفاوضات اتفاق غزة تسير بصورة إيجابية وسريعة، مشيرًا إلى أن كل الأطراف، بما في ذلك رئيس الوزراء نتنياهو، أبدت مواقف إيجابية تجاه المقترح الأميركي.
وفي مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، أوضح ترامب أنه يعتقد أن حماس وافقت على "أمور مهمة جدًا"، واصفًا التقارب بين الأطراف بأنه "مذهل وغير مسبوق".
وأضاف أنه تلقى إشارة إيجابية من إيران تُظهر رغبتها في المساهمة بإنجاح الاتفاق، مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالات مع ملك الأردن والرئيس التركي في إطار المساعي الرامية إلى التوصل لاتفاق قريب.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن المحادثات الحالية ذات طابع فني، وأنها ستُستكمل بمشاركة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مشيرة إلى أن جميع الأطراف متفقة على خطة ترامب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم في المنطقة.
شرم الشيخ: اختتام الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس
انتهت في مدينة شرم الشيخ المصرية الليلة الماضية الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الإسرائيلي وحركة حماس، برعاية مصرية، أميركية، وقطرية.
ونقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر مطلعة أن الاجتماعات جرت في أجواء إيجابية، وتركزت حول وضع المبادئ العامة وضمانات تنفيذ أي اتفاق مستقبلي.
وأضافت المصادر أن ملف الضمانات لا يزال يمثل العقبة الرئيسية، إذ تطالب حماس بضمانات واضحة لتنفيذ بنود الاتفاق قبل الانتقال إلى مراحل أخرى من المباحثات.
تصاعد العنف في الداخل: مقتل شاب وإصابات في كابول وقلنسوة ويافا
على الصعيد الميداني، قُتل شاب في الثلاثينيات من عمره وأُصيب آخر في الخمسينيات بجروح متوسطة في بلدة كابول شمالي البلاد، إثر حادثة إطلاق نار وقعت مساء أمس.
وقالت الشرطة إن شرطيًا أطلق النار على الشاب بعد أن بادر الأخير بإطلاق النار على أحد المحال التجارية، ما أدى إلى إصابة صاحب المحل أيضًا. وأوضحت أن السلاح المستخدم ضُبط في مكان الحادث، وأنها باشرت التحقيق في ملابسات الجريمة.
وفي مدينة قلنسوة، أُصيب رجل في السادسة والثلاثين من عمره بجروح خطيرة إثر جريمة إطلاق نار أخرى، نُقل على إثرها إلى مستشفى مئير في كفار سابا لتلقي العلاج.
كما شهدت مدينة يافا إطلاق نار منفصلًا أسفر عن إصابة شخصين، أحدهما بجروح متوسطة والآخر طفيفة، دون الإعلان عن اعتقال مشتبهين حتى الآن.
تزامنت التطورات السياسية المكثفة مع تصاعد التوترات الأمنية في الداخل، في مشهد يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها إسرائيل والمنطقة.
وفيما تتقدّم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب على غزة، تتزايد الدعوات الداخلية لضبط الأمن ومكافحة الجريمة في البلدات العربية، وسط توقعات بأن تحمل الأيام المقبلة مؤشرات حاسمة على الصعيدين السياسي والميداني.