بعد ساعات من تبني الجامعة العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، أعربت واشنطن عن رفضها للمقترح، معتبرة أنه لا يعكس الواقع الحالي في القطاع. المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بريان هيوز، صرح بأن "الخطة المطروحة لا تتماشى مع الظروف الحالية في غزة، حيث لا يمكن اعتبارها بيئة صالحة للعيش".
وأضاف هيوز: "لا يستطيع سكان غزة العيش في منطقة مدمرة بالكامل ومليئة بالذخائر غير المنفجرة". كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لا يزال متمسكًا برؤيته لإعادة إعمار غزة بدون وجود حركة حماس، مؤكدًا على استمرار المحادثات لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
القمة العربية تتبنى الخطة المصرية
جاء هذا الموقف الأمريكي بعد انعقاد قمة طارئة للجامعة العربية في القاهرة، بحضور قادة الدول العربية، حيث قدمت مصر خطتها لإعادة إعمار غزة كبديل لخطة ترامب. في ختام القمة، تبنت الدول العربية الخطة المصرية، فيما شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنه "لا يمكن تحقيق سلام حقيقي دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
من جهته، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن دعمه للخطة المصرية، مشددًا على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين. وأكد أن "إعادة إعمار غزة يجب أن تتم ضمن رؤية عربية واضحة تحترم حقوق الفلسطينيين".
ردود فعل متباينة
في الوقت الذي لاقت فيه الخطة المصرية دعمًا عربيًا واسعًا، قوبلت بانتقادات إسرائيلية وأمريكية. ففي ختام القمة العربية، دعت الدول المشاركة مجلس الأمن إلى إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة إلى أن "التسوية السلمية تبقى الخيار الاستراتيجي للعرب، وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار".
بالمقابل، سارعت إسرائيل إلى رفض نتائج القمة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "البيان الختامي لا يعكس الواقع بعد هجوم 7 أكتوبر 2023"، معتبرًا أن القمة تجاهلت "الهجوم الدموي الذي نفذته حماس وأسفر عن مقتل آلاف الإسرائيليين واختطاف المئات". كما أضاف أن استمرار الاعتماد على السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا في الحلول المستقبلية يعد "رهانًا على الفشل والفساد".
جدل حول رؤية ترامب
على الرغم من المعارضة العربية، تأمل إسرائيل والولايات المتحدة في أن يحظى مقترح ترامب بفرصة حقيقية، حيث ترى واشنطن أن "أهل غزة يستحقون خيارًا جديدًا بعيدًا عن هيمنة حماس". لكن في المقابل، تصر الدول العربية على أن الحل لا يمكن أن يكون على حساب الفلسطينيين أو عبر فرض خيارات غير مقبولة دوليًا.