تحت الأرض وبدون هواتف وحراسة: كواليس مصادقة الحكومة الإسرائيلية على أكبر هجوم ضد إيران

الجلسة بدأت الساعة الثامنة مساءً واستمرت حتى ساعات الفجر، حيث سُمح للوزراء باستخدام هواتفهم مؤقتًا عند الساعة الثالثة صباحًا، أي بالتزامن مع انطلاق الهجمات الجوية

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل غير مسبوقة من كواليس جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) التي صادقت بالإجماع، مساء أمس الخميس، على العملية العسكرية الواسعة ضد إيران والتي أُطلق عليها اسم "عملية الأسد الصاعد". وبحسب المصادر، فقد نُقل الوزراء من مكتب رئيس الحكومة إلى منشأة تحت الأرض دون مرافقة الحراس الشخصيين أو الهواتف المحمولة، حيث وقعوا على نماذج التزام بالسرية المطلقة قبل بدء الاجتماع الذي خُصص بالكامل للملف الإيراني، خلافًا لما تم التلميح إليه علنًا حول مناقشة ملف المختطفين والمفقودين.
جلسة سرية بدون هواتف شخصية وحراسة الجلسة بدأت الساعة الثامنة مساءً واستمرت حتى ساعات الفجر، حيث سُمح للوزراء باستخدام هواتفهم مؤقتًا عند الساعة الثالثة صباحًا، أي بالتزامن مع انطلاق الهجمات الجوية. وأفاد الحاضرون بأن الأجواء داخل (البونكر) اتسمت بشعور "شراكة في قرار تاريخي سيغير وجه الشرق الأوسط"، وسط لحظات مؤثرة من تلاوة الترانيم وتبادل التحايا بين الوزراء والقيادة العسكرية.كما جاء في التقارير الإسرائيلية.
ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، فإن أكثر من 200 طائرة مقاتلة شاركت في قصف أكثر من 100 هدف في عمق إيران، شملت مواقع حساسة في طهران، تبريز، كَرمانشاه، وأراك، من بينها منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز، مواقع لصواريخ باليستية، ومقرات سكنية لقادة عسكريين كبار.
تصعيد غير مسبوق وأفادت تقارير بأن العملية أدت إلى مقتل العشرات من كبار المسؤولين الإيرانيين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، رئيس الأركان محمد باقري، وعدد من كبار العلماء في البرنامج النووي، إلى جانب تدمير مراكز أبحاث ومنشآت تحت الأرض.
وفي تصريحات صباح اليوم، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو:"هدف هذه العملية غير المسبوقة هو تقويض البنية التحتية النووية الإيرانية، وسنواصل ما بدأناه حتى إزالة الخطر الوجودي الذي يهددنا."
وحثّ المواطنين على الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية، مؤكدًا أن "لا حروب بلا ثمن".
من جانبها، ردّت إيران بإعلان حالة التأهب القصوى، وقال المرشد الأعلى علي خامنئي إن بلاده "تواجه عدوانًا إجراميًا" وإن على إسرائيل أن تتوقع "عقابًا قاسيًا".
وتزامنًا مع بدء الهجوم، تلقى سكان إسرائيل إنذارات من الجبهة الداخلية حول "تهديد غير مسبوق"، فيما أُعلن عن استعداد شامل في جميع الجبهات لاحتمال الرد الإيراني، وسط ترقب دولي لما قد يكون أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين منذ عقود.