"شاب رائع وآخر كان يخطّط للزواج": أقارب وأصدقاء ضحايا حوادث الطرق في باقة وطمرة يتحدّثون

نزيف لا يتوقف في المجتمع العربي بسبب حوادث الطرق القاتلة وحزن يخيم على طمرة شمالا وفي باقة الغربية حزنا على نور غنايم وتامر عواد

محمد مجادلة, سناء حمود|
5 عرض المعرض
حزن يلفّ طمرة وباقة الغربية على فراق تامر عواد ونور غنايم ضحايا حرب الشوارع
حزن يلفّ طمرة وباقة الغربية على فراق تامر عواد ونور غنايم ضحايا حرب الشوارع
حزن يلفّ طمرة وباقة الغربية على فراق تامر عواد ونور غنايم ضحايا حرب الشوارع
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
رغم شعبيتها المتزايدة وسهولة استخدامها، إلا أن الدراجات الهوائية والنارية والتراكتورونات لا تزال تشكّل أحد أخطر وسائل التنقل في شوارع البلاد، وذلك نتيجة افتقارها لعوامل الأمان الأساسية، ما يجعل مستخدميها عرضة لحوادث خطيرة تصل إلى حد الموت حتى في ظروف بسيطة.
يوم أمس لوحده، لقي 4 شباب مصرعهم في حوادث طرق قاتلة، جميعهم ركبوا إما دراجات أو تراكتورون، ما يسلطّ الضوء على ظاهرة مقلقة تقض مضجع المجتمع العربي وتؤرق كل أب يبني بيته بحب أبنائه وشغف ارتقائهم رويدا رويدا في الحياة حتى يشبّوا ويخرجوا إلى فضاء الحياة الواسعة، إلا أن أكثر 14 حالة وفاة من المجتمع العربي بحوادث الطرق الشهر الماضي، جعلت 14 بيتا يعمه الحزن وسوداوية الأيام بعد أن خسرت كل عائلة فيه ركنا رياديا من أركان العائلة، بل وأكثرها حبّا، وقهرا.

باقة الغربية تتشح بالحزن والأسى

5 عرض المعرض
نور حسني غنايم، ضحية حادث الطرق مع رئيس البلدية رائد دقة
نور حسني غنايم، ضحية حادث الطرق مع رئيس البلدية رائد دقة
نور حسني غنايم، ضحية حادث الطرق مع رئيس البلدية رائد دقة
(27أ)
نور حسني غنايم، كان من بين ضحايا حرب الشوارع يوم أمس، بعد أن أصيب بجراح قاتلة في انقلاب تراكتورون قرب مدينة باقة الغربية.
الشاب المأسوف على شبابه، متزوج حديثا، لاعب كرة قدم، متطوع معروف بعطائه وانتمائه لأهله وشعبه، وفي لحظة واحدة، تتشح باقة بالحزن والأسى، ويصطدم كل من عرفه في واقع جديد فيه غيّب الموت نور غنايم، وخيّم الصمت من هول الصدمة على كل من عرفه من قريب ومن بعيد: محبا للحياة مغامرا، ومعطاء سقفه السماء.

فادي مواسي: خسرنا شابا خلوقا ومعطاء

5 عرض المعرض
من مكان الحادث
من مكان الحادث
من مكان الحادث
(تصوير نجمة داوود الحمراء)
في حديث خاص لراديو الناس، أعرب فادي مواسي، مدير قسم الشبيبة في بلدية باقة الغربية وأحد أصدقاء المرحوم، عن حزنه العميق لفقدان نور، قائلا إنه شاب خلوق، غير متهور، محب للرياضة والعمل التطوعي، وذو حضور لافت في المجتمع المحلي.
مواسي: حزن عميق في فقدان شاب خلوق محب للرياضة وللمجتمع
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
06:01
وقال مواسي: "نور تزوج قبل أقل من عام، وكان يخطط للسفر مع زوجته الأسبوع المقبل. شارك في دوري كرة القدم الصيفي الذي أطلق قبل أيام، وكان من أبرز اللاعبين فيه. لقد نشأ في بيئة رياضية واجتماعية ملتزمة، وكان متطوعًا في معظم المبادرات المجتمعية."
وأضاف: "نور هو الذكر الوحيد في عائلته، وله أختان. فقدانه بهذه الطريقة المفاجئة ترك جرحًا غائرًا في قلوبنا وقلوب أهله، ونحن لا نزال تحت وقع الصدمة."

في طمرة، حلم آخر خفت نوره

5 عرض المعرض
المرحوم تامر عواد
المرحوم تامر عواد
المرحوم تامر عواد
(تصوير نجمة داوود الحمراء)
يوم أمس الثلاثاء، ودّعت مدينة طمرة، الشاب تامر عواد (24 عامًا)، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه الخطيرة، إثر حادث طرق وقع في ساعات الليل المتأخرة بين السبت والأحد، على شارع رقم 70 قرب مفترق "الناعمة"، بينما كان يقود دراجة نارية واصطدم بسيارة خصوصية.
تامر عواد، خطف الموت روحه مبكرا، كان يبني مستقبله مدماكا فوق مدماك، ويستعد لأن يستقل في حياته ويؤسس بيتا ويبني عائلة بعد أن سجّل نجاحا تلو الآخر في حياته قبل أن ينتقل إلى رحمته في حادث طرق أليم أصاب المدينة التي لم تنفض غبار الحرب عنها بعد، بألم وحزن عميقين

قريب المرحوم: صارع الموت لأيام

محمد عواد، قريب المرحوم، قال لراديو الناس، إن الحادث كان بالغ الخطورة، حيث نُقل تامر إلى المستشفى في حالة حرجة، وبقي بين الحياة والموت لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يُعلَن عن وفاته بعد ظهر يوم أمس الثلاثاء.
عواد: تامر رحل قبل أن يبني عائلته وكان يستعد لذلك
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
04:52
وفي حديثه لراديو الناس، أشار محمد عواد إلى أن تامر كان شابًا عصاميًا ينتمي لعائلة كادحة بنت نفسها بنفسها. وقد عمل مع شقيقه في مطعم أسساه معًا، وكان يستعد لافتتاح فرع جديد بعد نجاح مشروعهما الأول. كما كان تامر قد جهّز شقة جديدة وكان يخطط لبناء أسرة.
وقال: "كان تامر حلم والده، فقد بنى له شقةً بجانب شقيقَيه، وكان يتمنى أن يُزوّج أبناءه الثلاثة معًا، ولكن شاء القدر أن يُخطف تامر قبل أن يبدأ حياته فعليًا."

الدراجات والتراكتورونات: غياب كامل لوسائل الأمان

5 عرض المعرض
من مكان الحادث
من مكان الحادث
من مكان الحادث
(تصوير نجمة داوود الحمراء)
حاتم فارس، وهو محاضر في القيادة الصحيحة والقيادة الوقائية، ومحقق في حوادث الطرق، تحدث لراديو الناس عن مخاطر الدرجات النارية أو الهوائية على الشوارع، وكذلك التراكتورون، والأسباب التي تجعلها أكثر خطورة من غيرها على الشوارع، والتي تودي بحياة العشرات من أبناء المجتمع العربي سنويا.
وقال لراديو الناس إن صغر حجم هذه المركبات، وتأثرها الكبير بالعوامل الجوية، وانعدام الحماية الفيزيائية للسائق، يجعل راكبيها في مواجهة مباشرة مع الخطر، حتى في حال وقوع تصادم بسرعة منخفضة.

تأثر بحالة الطقس وانعدام واسع للرؤية

ومن أبرز المخاطر التي تهدد مستخدمي الدراجات: انعدام الأمان البنيوي، حيث أن عدم وجود جسم معدني أو وسائد هوائية يعني أن أي اصطدام حتى لو كان خفيفا قد تؤدي إلى إصابات بالغة.
وأشار فارس إلى تأثر كبير بالرياح والطقس، بحيث يسهل انزلاق الدراجة أو انحرافها عند الأمطار أو الرياح القوية، ما يتطلب مهارة قيادة عالية جدًا.
كما أن الرؤية المحدودة بحسب حاتم فارس، حيث أنه غالبًا ما يتجاهل السائقون وجود الدراجات بسبب صغر حجمها، ما يجعلهم عرضة لتجاوزات خطيرة أو حوادث عند التقاطعات.

ومن بين النصائح الهامة التي قدمها حاتم فارس لسائقي المركبات:

  • اترك مسافة أمان كافية: لا تتجاوز الدراجة عن قرب، فقد تنحرف فجأة دون سابق إنذار.
  • راقب النقاط العمياء: راكبو الدراجات قد يمرون بجانبك دون أن تسمع صوتًا، لذلك افحص المرايا باستمرار وكن مستعدًا لأي مفاجأة.
  • احذر عند التقاطعات والانعطافات: امنح الدراجة الأفضلية وتحقق جيدًا من محيطك قبل الالتفاف أو تغيير المسار.

دعوة إلى المسؤولية

حاتم فارس: نصائح لتقليل الحوادث القاتلة مع الدراجات النارية
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
03:49
في المقابل، ووفقا للمحاضر في القيادة الصحيحة والقيادة الوقائية حاتم فارس، إنه يُسجَّل استهتار من بعض السائقين تجاه راكبي الدراجات، سواء بسبب صغر حجمهم أو افتراض أنهم قادرون على المناورة، مضيفا أن هذا السلوك يُعد خطرًا مباشرًا على حياتهم ويخالف قواعد احترام الطريق والتعايش بين مختلف أنماط التنقل.
First published: 09:23, 02.07.25