بعد قرار وزارة المعارف| ب. إغبارية: الديمقراطية في إسرائيل تتآكل داخل الصفوف الدراسية

بروفيسور أيمن إغبارية يحذر من خطورة التوجه نحو تقليص مضامين الديمقراطية الليبرالية في المناهج التعليمية الإسرائيلية

1 عرض المعرض
بروفيسور أيمن إغبارية
بروفيسور أيمن إغبارية
بروفيسور أيمن إغبارية
(فلاش 90 + البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
حذّر البروفيسور أيمن إغبارية، من كلية التربية في جامعة حيفا، من خطورة التوجه نحو تقليص مضامين الديمقراطية الليبرالية في المناهج التعليمية الإسرائيلية، مؤكداً أنّ ذلك يشكل مساساً مباشراً بقيم الحرية والمساواة، الركيزتين الأساسيتين لأي نظام ديمقراطي.
بروفيسور أيمن إغبارية: "إضعاف قيم الحرية والمساواة يفرغ الديمقراطية من جوهرها"
استوديو المساء مع فراس خطيب
05:54
قرار مثير للجدل من وزارة المعارف يأتي هذا التحذير في أعقاب قرار وزارة المعارف حذف مادة الديمقراطية الليبرالية من امتحانات البجروت لهذا العام، وهو ما اعتبرته جهات تعليمية عديدة خطوة سياسية واضحة تهدف إلى تغييب أي مضامين تتعلق بالديمقراطية، في انسجام مع أجندة الحكومة الحالية.
"تفريغ للمضامين الديمقراطية" وفي حديثه لـ راديو الناس، قال إغبارية: "حين نتحدث عن الديمقراطية الليبرالية فنحن نتحدث عن الحرية والمساواة. أي مسّ بهذه القيم هو تفريغ للمضامين الديمقراطية، وهو إزالة لآخر غطاء تجميلي بقي للنظام التعليمي في إسرائيل." وأضاف أن ما يجري اليوم يعكس نزعة شعبوية وتخلياً عن أي محاولة للتستّر بخطاب أخلاقي.
مسار بدأ منذ عقدين وأشار إغبارية إلى أن هذه السيرورة ليست جديدة، بل تعود إلى نحو عقدين، وتحديداً مع ولاية جدعون ساعر وزيراً للتربية والتعليم، حيث جرى آنذاك التركيز على "يهودية الدولة" على حساب قيم المواطنة، ما أدى إلى تكريس أولوية الجماعة القومية اليهودية على حساب الفرد والمساواة بين المواطنين.
أثر مباشر على المجتمع العربي وحول انعكاسات هذه السياسات على المجتمع العربي في الداخل، أوضح إغبارية: "لا شك أننا نتأثر بشكل مباشر، لكننا نعوّل على معلمينا، وخاصة معلمي المدنيات، الذين يمتلك معظمهم خبرة أكاديمية عميقة. ورغم محاولات فرض مناهج تقتصر على الجانب الإجرائي من الديمقراطية، إلا أن المعلمين ينتجون معرفة بديلة ويثيرون نقاشات تعزز وعي الطلاب بقيم المساواة والعدالة."
مواجهة الخوف بالمعرفة البديلة وختم إغبارية بالتأكيد على أنّ الأجواء العامة اليوم تتسم بالخوف والترهيب، لكنه شدد على أنّ الإرادة التربوية والمعرفة البديلة قادرتان على الحفاظ على مساحة أوسع من الديمقراطية الحقيقية، المبنية على القيم الجوهرية لا على الإجراءات الشكلية فقط.