عاصفة "بايرون": استعدادات في مجد الكروم وتحذيرات للمزارعين في سهل البطوف

في ظل الأحوال الجوية العاصفة وتساقط الأمطار الغزيرة، تحضيرات واسعة بمجد الكروم وتخوفات واسعة من المزارعين بسهل البطوف

1 عرض المعرض
فيضانات صورة توضيحية
فيضانات صورة توضيحية
فيضانات صورة توضيحية
(Flash90)
في ظل الأحوال الجوية العاصفة وتساقط الأمطار الغزيرة، أكّد أحمد خلايلة، ضابط الأمن في المجلس المحلي مجد الكروم، أن المجلس أنهى سلسلة من التحضيرات المسبقة لضمان سلامة الأهالي والحد من مخاطر الفيضانات، ولا سيما في ضوء الطبيعة الطبوغرافية الخاصة للبلدة.
وقال خلايلة في حديثه لراديو الناس: "كالمعتاد، وقبل كل عاصفة أو مع بداية فصل الشتاء، يقوم المجلس المحلي في مجد الكروم بالتحضير المسبق، من خلال تنظيف مصارف مياه الأمطار في الشوارع، ورفع الجهوزية الكاملة لفرق الطوارئ والإنقاذ، وتوفير المعدات اللازمة كافة."
خلايلة: المجلس بمجد الكروم أنهى سلسلة من التحضيرات المسبقة لضمان سلامة الأهالي
استوديو المساء مع فرات نصار
02:02
وأوضح أن مجد الكروم تختلف عن بلدات أخرى من حيث طبيعتها الجغرافية، مضيفًا: "الطبيعة الطبوغرافية للبلدة تجعلها عرضة لتشكل الفيضانات، ولذلك نحرص على أن نكون في أعلى درجات الاستعداد، سواء على صعيد البنية التحتية أو منع تجمّع مياه الأمطار، تفاديًا لحدوث السيول."

تعليمات وتحذيرات للمواطنين

وأشار خلايلة إلى أن المجلس المحلي أصدر تعليمات واضحة للمواطنين، جرى تعميمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا: "دعونا الأهالي إلى تجنّب الخروج أثناء العواصف الشديدة، وعدم المجازفة بالدخول إلى مناطق تجمع المياه أو المياه العميقة، لما في ذلك من خطر حقيقي على السلامة."
وأضاف: "وضعنا أرقام هواتف الطوارئ في متناول الجميع، بحيث يمكن لأي مواطن الاتصال بنا في حال حدوث أي طارئ، وفرقنا ستصل في أسرع وقت ممكن."

تنسيق مع البلدات المجاورة

وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي، شدد خلايلة على وجود تنسيق دائم مع السلطات المحلية المجاورة، وقال: "نحن على تواصل دائم مع البلدات المجاورة وقوات الأمن فيها، وفي حال وقوع أي طارئ في إحدى البلدات، يمكن لفرق الإنقاذ لدينا تقديم المساندة اللازمة فورًا."

وضع سهل البطوف: ترقّب وحذر

علي نصار: في سهل البطوف نتابع الوضع بحذر شديد، لأن أي ازدياد كبير في كميات الأمطار قد يغيّر المشهد بالكامل
استوديو المساء مع فرات نصار
03:45
من جهة أخرى، تطرق المزارع علي نصار من عرّابة البطوف إلى وضع سهل البطوف في ظل الأمطار الأخيرة، مشيرًا إلى أن المنطقة تُعد في العادة عنوانًا للفيضانات مع كل منخفض جوي. وقال: "حتى الآن، نأمل أن يكون الوضع جيدًا، فهذه هي المرة الأولى هذا الموسم التي نشهد فيها أمطارًا متواصلة، وقد بلغ معدل الهطول نحو 20 إلى 21 ملم، وهي كمية غير كارثية حتى اللحظة."
وأضاف نصار: "نحن في منتصف كانون الأول، وهذه المعدلات تدل على موسم زراعي عادي حتى الآن، لكننا في البطوف نتابع الوضع بحذر شديد، لأن أي ازدياد كبير في كميات الأمطار قد يغيّر المشهد بالكامل."

معاناة متواصلة وغياب الحلول

وتحدث نصار بمرارة عن المعاناة المزمنة لمزارعي البطوف، موضحًا أن "سهل البطوف يعاني منذ سنوات من مشكلة الغرق، وهي بمثابة كارثة طبيعية لا يشعر بوطأتها إلا نحن المزارعين." وأضاف: "كانت هناك زيارات وجولات وتصريحات في السابق، لكن بصراحة لم نلمس نتائج حقيقية على أرض الواقع. لم نحصل على تعويضات، ولم تُنفذ مشاريع جذرية، باستثناء أعمال بسيطة مثل شق شارع هنا أو هناك، بينما المشكلة الأساسية لا تزال قائمة."
وتابع قائلًا: "في السنوات الماضية عانينا كثيرًا، وفي بعض المواسم كانت الأمطار غزيرة إلى درجة أننا بكينا على محاصيلنا. المشكلة متوارثة منذ سنوات طويلة، ومن دون ميزانيات ودعم حكومي حقيقي لن يكون هناك حل جذري."

ترقّب لما ستؤول إليه الأحوال الجوية

ويجمع المسؤولون المحليون والمزارعون على أن الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة، في ظل استمرار الأحوال الجوية غير المستقرة. وبينما تؤكد السلطات المحلية جاهزيتها للتعامل مع أي طارئ، يبقى مزارعو سهل البطوف في حالة ترقب حذر، آملين ألا تتكرر سيناريوهات الغرق والخسائر التي رافقت مواسم سابقة.