الجبهة والموحدة: اتفاق على ضرورة تشكيل المشتركة بالمبدأ وخلاف على خفض نسبة الحسم

يحيى دهامشة: هدفنا إفشال عودة الحكومة الفاشية وليس إنقاذ الائتلاف بخفض نسبة الحسم | شبيطة: هدفنا تقصير عمر الحكومة وتوسيع الشرخ داخل ائتلافها

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
من اليمين: يحيى دهامشة وأمجد شبيطة
من اليمين: يحيى دهامشة وأمجد شبيطة
من اليمين: يحيى دهامشة وأمجد شبيطة
(فيسبوك)
في مقابلة مع راديو الناس، شدّد أمجد شبيطة، السكرتير العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، على أن حزبه ينظر إلى التطورات السياسية الجارية في إسرائيل من زاوية "العمل على إنهاء عمر الحكومة الحالية"، مؤكّدًا أن الجبهة تسعى بالتعاون مع سائر القوى الديمقراطية وفي المجتمع العربي إلى "توسيع الثغرات داخل الائتلاف الحكومي" وإلى الحفاظ على وحدة الصف العربي في مواجهة محاولات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "تفكيك القائمة المشتركة وإضعاف قوتها".
أمجد شبيطة: هدفنا تقصير عمر الحكومة الإسرائيلية وتوسيع الشرخ داخل ائتلافها
غرفة الأخبار مع أمير الخطيب
07:37
وقال شبيطة في مستهل حديثه: "نحن ننظر إلى هذه المعادلة ضمن كل التطورات في المشهد الإسرائيلي السياسي، ونعرف أن هذه الحكومة وائتلافها في مأزق كبير. لدينا هدف واضح، وهو تقصير عمر هذه الحكومة وتوسيع الثغرات بين مركباتها. هذه هي الخطوات التي سترشد عملنا خلال الأشهر القريبة".
وأضاف محذرًا من المناورات السياسية في الكنيست خلال الدورة الشتوية الحالية التي قد تكون الأخيرة: "نحن نعرف محاولات نتنياهو الدائمة لإفساد العلاقة بين القوى الفاعلة في المجتمع العربي، بهدف تفكيك القائمة المشتركة وإبعادها عن العمل الوحدوي. لذلك نحذر أنفسنا وبقية القوى من الانزلاق خلف هذه الادعاءات، لنظل موحّدين ونحافظ على حوار مسؤول نحو إعادة إقامة القائمة المشتركة، وهذا هو التزامنا الأول والأخير".

موقف مبدئي من خفض نسبة الحسم

وتطرّق شبيطة إلى النقاش الدائر حول إمكانية خفض نسبة الحسم الانتخابية، مؤكدًا أن هذا الطرح ليس سوى "مناورة سياسية تهدف إلى إنقاذ الائتلاف الحكومي". وقال في هذا السياق: "كل القوى الديمقراطية، بما فيها الأحزاب الفاعلة في المجتمع العربي، تمسّكت تاريخيًا بمبدأ ديمقراطي يرفض رفع أو خفض نسبة الحسم لأسباب مصلحية، لأن الهدف من الأصل هو منح القوى الصغيرة والأقليات فرصة للتمثيل البرلماني".
وأوضح أن طرح خفض نسبة الحسم يخدم بالأساس أحزاب اليمين المتطرف، مضيفا: "نتنياهو أراد أن يزيح الأنظار عن جلسة صاخبة في الكنيست بتحريك موضوع خفض نسبة التصويت. هذه الخطوة تصب في مصلحة الصهيونية الدينية، وخصوصًا حزب سموتريتش الذي يواجه خطر عدم اجتياز نسبة الحسم الحالية، لكنها تهدد في المقابل أحزابًا أخرى في الائتلاف مثل شاس وأرييه درعي، الذين لديهم منافسون داخل جمهورهم".
وتابع قائلًا: "دورنا هو أن نُظهر هذه التناقضات داخل الائتلاف، وإذا كانت هذه الخطوة تُعمّق الخلاف بينهم فليكن، لكن هذا لا علاقة له بالقائمة المشتركة ولا يجب أن يُزجّ بها في هذا النقاش".
وردًا على التقارير التي تحدّثت عن محادثة بين النائب أيمن عودة والنائب اليميني سمحة روثمان بشأن خفض نسبة الحسم، قلّل شبيطة من أهميتها قائلًا بسخرية: "هذه المحادثة كان عمرها أقصر من عمر سيجارة روثمان"، مشيرًا إلى أن "لا داعي لتهويلها".
وأضاف أن موقف الجبهة واضح ومبدئي، لكنه يخضع أيضًا لتقديرات سياسية آنية في حال طُرح المقترح للتصويت في الكنيست. وتابع في هذا السياق "لدينا موقف مبدئي مؤيد لخفض نسبة الحسم، ولكن في حال جاء الأمر للتصويت، ستدرسه الهيئات الحزبية ونتخذ قرارًا مبنيًا على الموقف الاستراتيجي والمبدئي، وأيضًا على التطورات التكتيكية وموازين القوى السياسية الراهنة".
وأشار إلى أن الغموض في الموقف يخدم أحيانًا المصلحة السياسية، مضيفا أن "هذه الضبابية تخدم الاستراتيجية العامة، وتساعد على تصديع الائتلاف الحكومي وتوسيع الهوة بين مكوناته".

الجمود في جهود إعادة تشكيل القائمة المشتركة

وفي ختام المقابلة، تطرّق شبيطة إلى الجهود الرامية لإعادة تشكيل القائمة المشتركة، مشيرًا إلى أن الجبهة قدمت، بالتعاون مع حزب العربية للتغيير، "خارطة طريق واضحة" لتوحيد الأحزاب العربية، لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها بانتظار موقف القائمة الموحدة.
وقال: "في الاجتماع الأخير، قدمنا خارطة طريق مشتركة مع الإخوة في العربية للتغيير تحدد رؤيتنا لمستقبل القائمة، واتفقنا على أن تقدم القائمة الموحدة تصورها حتى بداية شهر أكتوبر، لكن للأسف حتى الآن لم يتم ذلك، ونحن في منتصف الشهر ولم يطرأ أي تقدم جدي".
وختم شبيطة حديثه بتوجيه نداء إلى الموحدة للإسراع في حسم موقفها، قائلا إن "الناس لم تعد تحتمل المناورات ومد الوقت، وآمل أن يقدم الإخوة في الموحدة تصورهم قريبًا، وأن يُعقد اجتماع جديد لبحث هذا الملف".

دهامشة: "هدفنا إفشال عودة الحكومة الفاشية وليس إنقاذ الائتلاف بخفض نسبة الحسم"

دهامشة: "هدفنا إفشال عودة الحكومة الفاشية وليس إنقاذ الائتلاف بخفض نسبة الحسم"
غرفة الأخبار مع أمير الخطيب
06:59
وبدوره، أكّد يحيى دهامشة، الأمين العام للقائمة العربية الموحدة ورئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية، تمسّك حزبه بخوض الانتخابات المقبلة ضمن قائمة عربية موحدة تجمع كل الأحزاب العربية، موضحًا أن القرار في هذا الشأن "اتُّخذ منذ أكثر من عام"، وأن الموقف ما زال ثابتًا رغم الخلافات حول شكل القائمة وآلية تشكيلها.
وقال دهامشة: "موقفنا واضح منذ أكثر من سنة، اتخذنا قرارًا بخوض الانتخابات القادمة ضمن قائمة مشتركة تجمع كل الأحزاب العربية. هذا موقف مبدئي لا رجعة عنه". وأوضح أن الخلاف القائم بين الموحدة والجبهة لا يتعلق بجوهر الفكرة بل بآلية تشكيل القائمة، إذ إن الجبهة تدعو إلى برنامج سياسي متفق عليه، فيما تطرح الموحدة نموذجًا تعدديًا مرنًا: "الإخوة في الجبهة يتحدثون عن قائمة مشتركة ببرنامج متفق عليه، بينما نحن نطرح قائمة تعددية تقنية، تحافظ على خصوصية كل حزب وتمنحنا مساحة للمناورة في الكنيست القادمة".
وأضاف أن هذا الموقف "معروف جيدًا لدى الجبهة"، مشيرًا إلى أن لقاءً كان مقررًا في بداية أكتوبر لم يُعقد لأسباب تقنية، وأنه من الضروري عقد اجتماع قريب لحسم الأمور: "كنا نأمل أن يكون كل شيء واضحًا منذ شهر تموز، لكن ظروفًا خارجة عن إرادتنا أدت إلى تأجيل الحسم حتى الآن. يجب أن نجلس في أسرع وقت ممكن لنُنهي هذه المسائل، لأن الجمهور العربي معنيّ بمعرفة اتجاهه في الانتخابات المقبلة".

القائمة المشتركة وسيلة لمنع عودة الحكومة

ورأى دهامشة أن توحيد الصف العربي من خلال قائمة مشتركة ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة استراتيجية لمنع عودة الحكومة الحالية إلى السلطة، مضيفا أن "القائمة المشتركة بالنسبة لنا هي وسيلة لخدمة مجتمعنا العربي أولًا، وهدفها أن نضمن أكبر عدد ممكن من النواب العرب في الكنيست القادمة، وأن نمنع في الوقت نفسه تشكيل أو عودة هذه الحكومة الفاشية".
وحذّر من أن الحكومة الحالية تبحث عن "طوق نجاة سياسي" قبل الانتخابات المقبلة عبر مشاريع مثل خفض نسبة الحسم: "اليوم، الحكومة تبحث عن وسيلة للبقاء في الكنيست القادمة، ولهذا السبب لا يمكننا أن نناقش موضوع خفض نسبة الحسم، لأننا بذلك نمنحها أداة للبقاء. من يريد خوض الانتخابات فليطرح هذا الموقف كمشروع سياسي في الكنيست القادمة، لا أن يستخدمه اليوم كورقة تكتيكية".

رفض قاطع لمقترح خفض نسبة الحسم

دهامشة شدّد على أن مقترح خفض نسبة الحسم المطروح من بعض أطراف اليمين، وعلى رأسهم النائب سمحة روتمان، يهدف إلى شقّ الصف العربي وتشويش الموقف الموحد للأحزاب.
وقال: "أنا لا أريد أن أجزم بأن الهدف هو إحداث صدع بين الأحزاب العربية، لكن من الواضح أن هذه المناورة تُستخدم لإنقاذ الحكومة الحالية. لذلك كنت أتوقع من الإخوة في الجبهة أن يرفضوا من الأساس حتى مناقشة الموضوع، لأن من يسعى إلى قائمة مشتركة لا يخوض في مبادرات من هذا النوع".
وأضاف مشيرًا إلى النائب سمحا روتمان: "روتمان يعرف وضعه الكارثي، سواء في استطلاعات الرأي أو في الشارع الإسرائيلي. هذه الحكومة كلها، وليس فقط روتمان، تبحث الآن عما يمكن أن تفعله داخل الكنيست لتعود إلى الحكم. هذا يتناقض تمامًا مع هدفنا كمجتمع عربي، لذلك علينا أن نرفض كل وسيلة يستخدمونها لتحقيق هذا الغرض".

توافق في الموقف بين الموحدة والجبهة

وفي ختام المقابلة، أعرب دهامشة عن ارتياحه لما وصفه بـ"التقاطع في الموقف" بين الموحدة والجبهة، سواء في موقفهما من القائمة المشتركة أو في رفضهما للعبة خفض نسبة الحسم. وقال "أعتقد أن الرسالة وصلت بوضوح، وقد سمع الأخ أمجد شبيطة موقفي عبر الأثير. نحن على الصفحة نفسها فيما يخص القائمة المشتركة، وأيضًا في رفض هذه الطروحات المشبوهة التي تهدف إلى إحداث شرخ بين القوى العربية".
وختم بالقول: "نحن معنيون بالوحدة، ومعنيون بإسقاط هذه الحكومة التي ألحقت الأذى بمجتمعنا العربي، ولن نشارك في أي مشروع سياسي يمنحها قبلة الحياة".