هل تتفوق الصين في سباق الابتكار؟

تُظهر الصين تقدّماً كبيراً في سباق الابتكار العالمي بفضل استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتوجّه استراتيجي نحو الاستقلال التكنولوجي، ما يدفع شركات غربية للتعاون معها رغم المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية.

2 عرض المعرض
هل تتفوق الصين في سباق الابتكار؟
هل تتفوق الصين في سباق الابتكار؟
هل تتفوق الصين في سباق الابتكار؟
(Chatgpt)
في خضم التنافس العالمي على الريادة التكنولوجية، تبرز الصين كقوة متنامية تتحوّل من "مصنع العالم" إلى "مختبر العالم"، مدفوعة باستثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتقدم لافت في مجالات التكنولوجيا التطبيقية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت قد بدأت بالفعل بتجاوز الغرب.
البحث والتطوير بقيادة صينية
تُظهر تجربة مهندس ألماني يعمل في "فولكسفاغن" بالصين كيف نجحت الشركة في تطوير تقنيات قيادة شبه ذاتية خلال 18 شهراً فقط، بفضل فريق محلي من المهندسين الصينيين. هذه السرعة في الابتكار تُقارن بدورة تطوير أطول بكثير في ألمانيا، وتُبرز التحول في بيئة البحث داخل الصين.
وبحسب التقرير، فإن الصين باتت تنافس الغرب بفضل تركيزها على تقنيات مرتبطة مباشرة بالاقتصاد الحقيقي مثل الطاقة المتجددة، المركبات الكهربائية، المواد المتقدمة، والاتصالات، على عكس التوجه الأمريكي نحو تقنيات طويلة الأمد مثل الذكاء الاصطناعي العام
نظام مركزي وسوق ضخم
يرى محللون أن النظام السياسي المركزي في الصين يمنحها ميزة في تطوير التقنيات التي تحتاج استثمارات طويلة الأمد، حتى لو جاء ذلك على حساب الإنفاق الاجتماعي. وتظهر البيانات أن الصين تقترب من تجاوز الولايات المتحدة في إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير، مع تسجيلها 781 مليار دولار عام 2023 مقابل 823 ملياراً في أمريكا.
التقرير يشير أيضاً إلى أن عدد مؤسسات البحث والتطوير في الصين تضاعف تقريباً ليصل إلى أكثر من 150 ألفاً، وعدد العاملين فيها قفز إلى 5 ملايين. كما تنتج الجامعات الصينية قرابة 50 ألف دكتوراه سنوياً في مجالات العلوم والهندسة، مقارنة بـ34 ألفاً في الجامعات الأمريكية
2 عرض المعرض
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
(Chatgpt)
التعاون بدل المواجهة؟
رغم الانتقادات الموجهة إلى النموذج الصيني، مثل الفساد أو سوء توزيع الموارد، فإن شركات أجنبية كبرى تتجه للتعاون بدل المنافسة، حيث افتتحت "سكانيا" مصنعاً بملياري يورو في الصين، فيما أنشأت "رينو" مركز أبحاث في شنغهاي رغم عدم بيعها سيارات هناك.
التقرير يوضح أن الصين تتقدم في تقنيات حيوية تشمل الذكاء الاصطناعي، الطاقة البديلة، والفضاء، مستفيدة من بنية صناعية مدمجة وسياسات مركزية تضمن استمرارية الاستثمار حتى في حال وجود هدر أولي للموارد.
تحول في تمويل الابتكار
في السنوات الأخيرة، سعت الحكومة الصينية لتصحيح أخطاء الماضي، عبر تقليص دور الحكومات المحلية في تمويل المشاريع، وتوجيه الموارد المركزية نحو صناعات استراتيجية. وأُعلن حديثاً عن إنشاء صندوق بقيمة 7.2 مليار دولار لتمويل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة.
المعضلة الغربية
يحذر خبراء من أن قطع العلاقات مع الصين تكنولوجيًا قد يُفقد الغرب القدرة على مراقبة ومواكبة هذا التقدّم. في المقابل، يرى محللون أن السبيل الوحيد لتفوق أمريكا هو بالاعتماد على مؤسساتها الديمقراطية والجامعات الرائدة بدل محاكاة النموذج الصيني.
في بكين، لا تزال القيادة تتساءل عن العوامل التي جعلت الصين تتخلف علمياً في القرون الماضية، لتتأكد هذه المرة أن السباق التكنولوجي لن يُحسم إلا لصالحها.