أثار تصريح لرئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان عاصفة من ردود الفعل السياسي ومن قبل كتل الائتلاف والمعارضة في إسرائيل، بعدما اتهم إسرائيل بأنها تقتل الأطفال في غزة كهواية.
وحذر غولان من أن إسرائيل "تتجه لأن تكون دولة منقسمة بين شعوب مثل جنوب إفريقيا قديما"، مشيرا إلى أنها "إذا لا تعود للتصرف كدولة عاقلة، والدولة العاقلة لا تشن حربا ضد المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية ولا تضع لنفسها طرد السكان هدفا".
وأضاف غولان، أن "هذه الحكومة مليئة بأشخاص لا علاقة لهم باليهودية، مليئة بأشخاص انتقاميين، يفتقرون إلى الأخلاق، وغير قادرين على إدارة دولة في وقت الطوارئ. وهذا يُشكل خطرًا على وجودنا ذاته".
نتنياهو: لا حدود للانحلال الأخلاقي
رئيس الوزراء الإسرائيلي، أدان تصريحات رئيس الحزب الديمقراطي يائير جولان. وقال نتنياهو إن "الذي يشجع على التحدي، والذي شبّه إسرائيل سابقًا بالنازيين وهو يرتدي الزي العسكري، وصل الآن إلى مستوى جديد من الانحدار. بينما نخوض حربًا متعددة القطاعات ونقود جهودًا دبلوماسية معقدة لتحرير رهائننا وهزيمة حماس، يُردد غولان وأصدقاؤه من اليسار المتطرف افتراءات دموية معادية للسامية. لا حدود للانحلال الأخلاقي".
عاصفة من ردود الفعل
ولم تتأخر ردود الفعل العاصفة على تصريحات غولان المثيرة للجدل. وزير الخارجية غدعون ساعر سارع بالرد من خلال منصته على "إكس" بالقول إن "افتراءات غولان الدموية ضد إسرائيل وجيشها لن تغتفر"، مضيفا أن "ما قاله غولان سيُزيد بالتأكيد من تأجيج معاداة السامية في العالم. هذا في وقت تُناضل فيه إسرائيل من أجل بقائها في مواجهة تحالف يسعى إلى تدميرها".
وزير الأمن يسرائيل كاتس بدوره قال إن "أولئك الذين قارنوا المجتمع الإسرائيلي في الماضي بالنظام النازي والآن يشوهون سمعة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي في زمن الحرب يجب نبذهم من الحياة العامة". وقال "إن تصريح أحد زعماء المعارضة الذي يتهم فيه جنود الجيش بقتل الأطفال في غزة كهواية هو افتراء دموي بغيض ضد الجنود الذين يخاطرون بحياتهم ليل نهار في معارك بطولية ضد عدو قاسٍ من أجل إعادة جميع إخوتنا وأخواتنا المختطفين وإخضاع حماس التي تعمل على تدمير دولة إسرائيل".
3 عرض المعرض
مشاورات أمنية بين نتنياهو ووزير الأمن كاتس ورئيس الأركان إيال زمير
(تصوير: معيان توآف، GPO)
أما وزير الاتصالات شلومو كاري وصف جولان بأنه "إرهابي"، مضيفًا: "إرهابي في مساعيه لتحقيق أهداف الحرب. إرهابي يهدد أمن مقاتلي الجيش. إرهابي في الديمقراطية الإسرائيلية".
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بدوره عقب بالقول: "يبدو أن يائير جولان استولى على لوحة رسائل المتحدث باسم حماس وتبناها لنفسه، في حين أن هواية غولان الوحيدة كانت دائمًا نشر الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد دولة إسرائيل. يائير، اخجل من نفسك".
المعارضة أيضا تهجام غولان بشدة
وعلى نقيض الائتلاف، في المعارضة لم تتأخر أيضا ردود الفعل الصاخبة. وكتب أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب يسرائيل بيتينو على حسابه في موقع X: "أدين كلام يائير جولان. الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وأي تصريح كاذب ضده يضر بجنودنا وأمن الدولة".
وبدوره، دعا رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس، غولان إلى التراجع والاعتذار لمقاتلي الجيش عن أقواله التي وصفها بـ"المتطرفة والكاذبة". وأضاف: "جنود الجيش لا يمارسون هواية قتل الأطفال. هذه الأفعال ليست فاضحة وكاذبة ومتطرفة فحسب، بل تُعرّض حرية مقاتلينا الأبطال للخطر أمام القانون الدولي. دولة إسرائيل تخوض حربًا عادلة منذ تأسيسها، وتفعل ذلك وفقًا للقواعد الدولية وأسمى القيم الأخلاقية".
أما وزير الأمن السابق يوآف غالانت فكتب على حسابه في موقع X: "السؤال ليس كيف أصبح جنرال في الاحتياط شخصية معادية للجيش الإسرائيلي، بل كيف أصبح شخص معادي للجيش الإسرائيلي جنرالا".