ترامب يسعى لإعادة صياغة الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط

تشهد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تحولاً جديداً مع سعي الرئيس دونالد ترامب لإطلاق استراتيجية عسكرية تحت اسم "الإطار" تهدف إلى تقليص الانتشار العسكري المباشر والتركيز على بناء الردع عبر إشراك دول المنطقة بجهود أكبر.

1 عرض المعرض
الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب
الرئيس دونالد ترامب
(تصوير: البيت الأبيض)
تشهد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط تحولاً جديداً مع توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة النظر في طريقة التعامل مع المخاطر الأمنية والعسكرية في المنطقة. فقد كلّف ترامب وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأميركية بمراجعة الحشد العسكري وكلفته، سواء على المستوى البشري أو المالي.
اختيار قائد جديد للمنطقة
اختار ترامب الأميرال براد كوبر لقيادة القيادة المركزية، وهي المسؤولة عن منطقة تمتد من مصر إلى كازاخستان ومن عُمان إلى لبنان. كوبر شغل سابقاً منصب قائد الأسطول الخامس في البحرين، ويُنظر إليه كشخصية متفائلة تسعى لتحقيق الأهداف بطرق عملية، وهو ما يتناسب مع رؤية ترامب لتقليل الأعباء على الجنود الأميركيين والخزانة الأميركية.
ملامح الاستراتيجية الجديدة
بحسب ما قاله مسؤول أميركي لقناتي "العربية" و"الحدث"، فإن كوبر سيقترح استراتيجية جديدة تُعرف باسم "الإطار" أو SCOPE، تقوم على تحديد نطاق الخطر وبناء الردع اللازم لمواجهته، بدلاً من الاعتماد على الحشود العسكرية الكبيرة. وتتمثل الفكرة في تقييم قدرات الدول المعرّضة للخطر وتحديد الدور المطلوب للقوات الأميركية وفق ذلك.
مقارنة بالنهج السابق
اعتمدت الولايات المتحدة عبر العقود أساليب مختلفة في المنطقة: من الانتشار الكثيف في الثمانينات، إلى الحشد السريع في عهد ترامب السابق. لكن الاستراتيجية الجديدة تمثل اعتراضاً على نهج القائد السابق للقيادة المركزية الجنرال إريك كوريللا، الذي ارتكز على استخدام "قوة مفرطة بزمن قصير"، كما حدث في القصف على الحوثيين في اليمن العام الماضي. ورغم حجم الهجمات، يرى المنتقدون أن هذه السياسة لم تحقق أهدافها كاملة، إذ احتفظ الحوثيون بقدرات عسكرية وتابعوا تلقي السلاح من إيران.
مراجعة شاملة للانتشار الأميركي
من المتوقع أن تشمل خطة كوبر مراجعة شاملة للوجود الأميركي في الشرق الأوسط، عبر لقاءات مع قادة المنطقة وتقييم جديد للمخاطر وكيفية مواجهتها. وتشمل هذه المراجعة إعادة النظر بانتشار القوات من سوريا والعراق وصولاً إلى الخليج العربي، حيث توجد قاعدة جوية كبرى في قطر.
دور الدول الإقليمية
بحسب المصادر الأميركية، لا تعني هذه المراجعة تراجع الاهتمام الأميركي بالمنطقة، بل تهدف إلى تحميل دول الشرق الأوسط مسؤولية أكبر في ميزانياتها الدفاعية وتحديث قواتها. وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالمنطقة باعتبارها حيوية للأمن والاقتصاد العالمي، لكن برؤية جديدة تقلل من أعداد الجنود وتعتمد أكثر على التعاون والتدريب.