في سابقة طبية تُسجَّل كإنجاز تاريخي، أُجريت في مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس أول عملية من نوعها في إسرائيل لزرع قلب اصطناعي كامل مكان قلب بشري، ما أنقذ حياة مريض يبلغ من العمر 63 عامًا كان يعاني من فشل حاد في القلب.
العملية الجراحية المعقدة استمرت سبع ساعات، وقادها فريق طبي متعدد التخصصات يضم أطباء قلب وجراحة قلب وتخدير وعناية مركزة، وذلك بعد تدريب خاص تلقّاه الطاقم في فرنسا.
وفي إطار الجراحة، أُزيل قلب المريض بالكامل وزُرع مكانه قلب اصطناعي متطوّر مصنوع من التيتانيوم، مدعوم بأنسجة حيوانية وحساسات إلكترونية ذكية، وبقيمة 1.6 مليون شيكل، تم تمويلها من قبل صندوق المرضى "كلاليت".
عملية غير مسبوقة: قلب اصطناعي بدل القلب الطبيعي بالكامل
د. عميت كوراح، مدير قسم جراحة القلب والصدر في المستشفى، أوضح أن جميع الزراعات السابقة في البلاد اقتصرت على مضخات تدعم فقط الجانب الأيسر من القلب، بينما لا تُفيد المرضى الذين يعانون من انهيار في كلا حجرتي القلب. أما هذه الجراحة، فكانت الأولى التي يتم فيها إزالة القلب بالكامل وزرع جهاز اصطناعي يعمل كبديل شامل.
يشار إلى أنه حتى الآن، أُجريت فقط 114 عملية مماثلة في العالم.
التحضير للزراعة تم بدقة عالية في غرفتي عمليات منفصلتين
جرت التحضيرات الدقيقة في غرفتي عمليات، حيث تم تجهيز القلب الاصطناعي في إحداهما، بينما في الأخرى أُزيل قلب المريض الطبيعي وربط بجهاز القلب-الرئة للحفاظ على حياته أثناء الجراحة. بعدها، نُقل القلب الاصطناعي ووُصل بعناية بالشرايين الرئيسية في الجسم، ومع خفض دعم الجهاز المساعد تدريجًا، بدأ القلب الجديد بالعمل بشكل كامل.
رؤية للمستقبل الطبي
د. ألكسندر ليفي-ديامنت، مدير وحدة جراحة القلب المفتوح، وصف اللحظة قائلاً: "شعرت أنني أعيش المستقبل، لأول مرة نُدخل إلى الجسم جهازًا يحل بالكامل مكان القلب الطبيعي ويُعيد الحياة للمريض". وشارك في قيادة العملية أيضًا البروفيسور ربيع عسلي، مدير وحدة فشل القلب، ود. أيمن مرار، جراح قلب، إلى جانب فريق تخدير وتمريض متخصص.
أمل جديد لمرضى القلب
تم تطوير القلب الاصطناعي من قبل شركة CARMA الفرنسية، ويمثل حلًا مؤقتًا يُمكن أن يمنح المرضى نحو عامين من الحياة الجيدة أثناء انتظارهم لقلب بشري للتبرع.
وعبّر البروفيسور عوفر أمير، مدير قسم أمراض القلب في "هداسا"، عن فخره بالإنجاز: "نجحنا في تنفيذ عملية معقدة بمستوى عالمي، والنتيجة: مريض كان يعيش معاناة يومية بات الآن يحيا حياة جديدة كليًا".
هذا الإنجاز الطبي قد يفتح بابًا جديدًا في عالم علاج فشل القلب الكامل، وينقذ حياة مئات المرضى الذين لا يجدون متبرعين بالأعضاء في الوقت المناسب.
First published: 16:19, 29.05.25