ترامب يوسّع دائرة الجدل بخطاب هجومي يربك حتى حلفاءه

تقرير صحفي أميركي يسلّط الضوء على تصاعد نبرة الخطاب الهجومي للرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية، وما أثاره ذلك من انتقادات حتى داخل معسكره السياسي.

2 عرض المعرض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
(تصوير: البيت الأبيض)
تشير تقارير إعلامية أميركية إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بات أكثر اندفاعًا وحدة في خطابه خلال ولايته الثانية، في أسلوب يراه مؤيدوه تعبيرًا عن الصراحة، بينما يعتبره منتقدوه تجاوزًا للأعراف السياسية ومصدر قلق داخل واشنطن وخارجها.
ووفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، فإن شخصيات سياسية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عبّرت عن انزعاجها من سلسلة تصريحات وهجمات شخصية أطلقها ترامب في الأسابيع الأخيرة، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا غير مسبوق في نبرة الخطاب الرئاسي.
انتقادات بسبب هجمات لفظية وتصريحات مثيرة
وبحسب التقرير، شملت تصريحات ترامب هجومًا على صحفيين، وتهديدات لفظية بحق أعضاء في الكونغرس، إضافة إلى توصيفات مسيئة بحق مهاجرين صوماليين، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.
كما لفتت الصحيفة إلى موجة انتقادات داخلية بعد هجوم ترامب على المخرج الأميركي الشهير روب راينر، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن مقتله في حادثة وُصفت بالمروعة، الأمر الذي دفع بعض حلفائه إلى التعبير علنًا عن استيائهم.
ردود فعل من الحزبين
ونقلت نيويورك تايمز عن السيناتور الديمقراطي كريس مورفي قوله إن الرئيس "تجاوز كل الخطوط"، بينما اعتبر النائب الجمهوري دون بيكون أن مثل هذا الخطاب "لا يليق برئيس الولايات المتحدة"، متسائلًا عن غياب السلوك الرئاسي.
في المقابل، دافع البيت الأبيض عن الرئيس، إذ قال مدير الاتصالات ستيفن تشيونغ، بحسب الصحيفة، إن ترامب "يقول الحقيقة كما يراها"، واعتبر أن الانتقادات جزء من هجوم سياسي ضده.
2 عرض المعرض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
(تصوير: البيت الأبيض)
أسلوب صدامي يلقى تأييدًا لدى القاعدة الشعبية
ويرى مؤيدو ترامب، وفق التقرير، أن أسلوبه الصدامي يشكل جزءًا من جاذبيته السياسية، معتبرين أنه يواجه ما يصفونه بالنخب السياسية والإعلامية، ولا يتردد في التعبير عن مواقفه بلغة مباشرة.
وأضاف التقرير أن الإدارة الأميركية رافقت سياساتها، لا سيما المتعلقة بالهجرة، بحملات إعلامية تتضمن صورًا ومقاطع مصورة مثيرة للجدل، ما اعتبره منتقدون تكريسًا لخطاب قاسٍ يخلو من التعاطف.
تصريحات داخلية عن شخصية الرئيس
وتطرقت الصحيفة إلى مقابلات نُشرت مؤخرًا مع سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، والتي وصفت شخصية ترامب بأنها تشبه "شخصية مدمن كحول" من حيث الاندفاع والثقة المفرطة، من دون الإشارة إلى تعاطي الكحول فعليًا.
وبحسب التقرير، فإن ترامب لم ينفِ هذا الوصف، بل قال في تصريحات صحفية إنه يمتلك شخصية اندفاعية، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يعاني من أي مشكلات إدراكية، وأنه خضع لاختبارات ذهنية ونجح فيها.
تسمية منشآت ومبادرات باسم ترامب
كما أشار التقرير إلى توجه الإدارة الحالية لإطلاق أسماء ترامب على عدد من المؤسسات والمبادرات الفيدرالية، من بينها إعادة تسمية مركز كينيدي للفنون، ومؤسسات حكومية أخرى، وهي خطوات وُصفت بأنها غير مسبوقة لرئيس في منصبه.
ووفق الصحيفة، أثارت هذه الخطوات نقاشًا واسعًا حول حدود استخدام الرمزية الرئاسية، ومقارنة ذلك بسابقين لم تُطلق أسماؤهم على مؤسسات وطنية إلا بعد انتهاء ولاياتهم أو وفاتهم.
وسلط التقرير الضوء على الجدل الذي أثاره ترامب بعد ربطه مقتل روب راينر بما وصفه بـ"غضب سياسي" تجاهه، وهو ما اعتبره منتقدون توظيفًا سياسيًا لحادثة جنائية لا علاقة لها بالسياسة، بحسب السلطات.
وأضافت الصحيفة أن هذا الموقف قوبل بانتقادات إضافية، خاصة في ظل مواقف سابقة لترامب وحلفائه ضد أي تبرير أو تشفٍ في حوادث قتل ذات خلفيات سياسية.