تشهد سماء البلاد مساء اليوم خسوفًا كليًا للقمر يستمر نحو خمس ساعات ونصف الساعة، ابتداءً من الساعة السابعة والنصف مساءً، في ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بـ"القمر الدموي"، حيث يغطي ظل الأرض قرص القمر تدريجياً حتى يتلوّن باللون الأحمر القاني.
عبد الله خطبا: ظاهرة خسوف القمر والقمر الوردي كانت محط أساطير بالحضارات القديمة
المنتصف مع فرات نصار
03:17
وسيكون الخسوف مرئيًا بالعين المجردة في معظم الدول العربية، إضافة إلى أجزاء واسعة من آسيا وأستراليا وأفريقيا، وكذلك في المناطق الوسطى والشرقية من أوروبا.
وفي حديث لـ"راديو الناس"، قال الدكتور عبد الله خطبا، مدير مركز الناصرة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء: "نحن ننتظر هذه الظاهرة بشغف، فهي من أجمل المشاهد الفلكية التي لا تتكرر كل يوم، بل كل بضع سنوات. القمر يمر خلف الأرض ويدخل في ظلها، مما يحجب ضوءه تدريجيًا حتى يصل إلى ذروة الخسوف ويظهر لنا باللون الأحمر."
وأوضح خطبا أنّ الخسوف لا يترك أي تأثير مادي أو فيزيائي على الأرض أو الكواكب الأخرى، بل يقتصر على كونه مشهدًا بصريًا أخّاذًا: "عمليًا لا يوجد أي تأثير لهذه الظاهرة، هي جمالية فقط. القمر يستمر في دورانه كالمعتاد، وما يتغير هو أن أشعة الشمس لا تصل إلى سطحه مباشرة، بل تمر عبر غلافنا الجوي فتنعكس باللون الأحمر نحو أعيننا."
وأشار إلى أن الثقافات القديمة كثيرًا ما نسجت حول الخسوف أساطير ومخاوف، بل وصل الأمر إلى استخدامه في تضليل الشعوب، قائلاً: "بعض الحضارات كانت تخشاه وتقدم القرابين بسببه، وحتى كريستوفر كولومبوس استغل خسوف القمر لإخضاع السكان الأصليين في أمريكا."
وختم الدكتور خطبا حديثه بدعوة الجمهور لمتابعة الظاهرة الليلة، مؤكدًا أنها فرصة نادرة للاستمتاع بجمال الكون: "سيكون المشهد في غاية الروعة، فالقمر سيلبس حلّة القمر الدموي، واللون الأحمر الذي سنراه هو نتيجة تفاعل أشعة الشمس مع غلافنا الجوي. إنها ظاهرة طبيعية جميلة لا تدعو إلى القلق إطلاقًا."