شهدت مدينة حيفا مساء أمس الثلاثاء عاصفة سياسية حادة خلال جلسة للمجلس البلدي في مدينة حيفا، على خلفية قرار رئيس البلدية يونا ياهف إقالة رئيسة كتلة نقف معا سالي عبد، من الائتلاف البلدي. وقد أثار هذا القرار احتجاجات واسعة بين النشطاء الاجتماعيين وأعضاء المجلس والمواطنين، الذين اعتبروه مساسًا خطيرًا بالشراكة اليهودية-العربية وبتمثيل الصوت العربي في المدينة.
قبل بدء الجلسة، تجمهر العشرات من المؤيدين لسالي عبد أمام مبنى البلدية تعبيرًا عن دعمهم لها، غير أنهم مُنعوا من دخول القاعة رغم كون الجلسة علنية، وهو ما أثار موجة من الغضب والانتقادات.
وفي كلمتها أمام المجلس البلدي، أكدت سالي عبد التزامها بالقيم الإنسانية والتعايش المشترك. وقالت: "صوتنا الفلسطيني-اليهودي هو صوت شراكة حقيقية، وهناك من يريد إسكاته". وأضافت: "إقالتي وصمة عار على إرث رئيس البلدية وعلى حيفا، واستسلام للفاشية المتنامية على وقع الحرب".
يونا ياهف يلتزم الصمت أمام العاصفة
في المقابل، التزم يونا ياهف الصمت خلال الجلسة، ولم يُدِن الهجمات الكلامية التي تعرضت لها عبد، والتي تُعتبر أول امرأة شابة تقود قائمة عربية-يهودية في المدينة.
بدورها، أكدت عُفري بيرتس، من قيادة كتلة "أغلبية المدينة" وهو تحالف بناه حراك نقف معا، أن الكتلة ستواصل الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة، وقالت: "نحن هنا لنعبر عن رفضنا لقرار رئيس البلدية الذي يقصي صوتًا يمثل شريحة واسعة من سكان المدينة".
ممثل التجمع: ياهف ارتكب خطأ
بدوره، أعرب شربل دكور، عضو المجلس البلدي ورئيس كتلة التجمع في البلدية، عن دعمه القوي لسالي عبد، قائلًا: "رئيس البلدية مخطئ جدًا، وعليه أن يختار بين الانقسام أو الوحدة. بفضل دعم الجمهور العربي وصل إلى منصبه، والآن عليه أن يختار الشراكة والتعايش".
في المقابل، برزت مواقف شديدة اللهجة ضد عبد، إذ اعتبر معارضوها أنها اختارت "الوقوف مع الفلسطينيين ومع احتجاجات يرفع فيها أعلام العدو" في المدينة" ةفقا لتصريحاتهم، وأنها "تجاهلت ضحايا الحرب من الأطفال الإسرائيليين". وأكدوا في هذا السياق أن "قرار إقالتها صائب".