تشهد شبكة "ريشت 13" العبرية نقاشات داخلية حادة على خلفية تعيينات قيادية داخل شركة الأخبار التابعة لها، حيث طُرحت تساؤلات حول تأثير هذه التعيينات على طبيعة التغطية الإعلامية، لا سيما في ما يتعلق بمكانة الصحافي رفيف دروكر.
بين الإدارة والمحتوى: نقاشات حول مستقبل البرامج
أفادت تقارير إعلامية بأن ممثلي شبكة "ريشت 13" وجهوا رسالة إلى رئيس مجلس إدارة سلطة البث، مردخاي مردخاي، طالبوا فيها بإعادة النظر في تركيبة مجلس إدارة شركة الأخبار، لاسيما فيما يتعلق بممثلي الجمهور، يفعات بن حاي شغيف وأفراهام نتان. وأشارت الرسالة إلى أن الخلاف يدور حول مدى ملاءمة طالي بن عوبديا لتولي منصب المديرة الدائمة للشركة.
كما تم التطرق إلى ما وصفته الرسالة بـ"ملاحظات حول تركيبة البرامج"، حيث نُقل عن أحد ممثلي الجمهور قوله لبن عوبديا: "تخلصي من رفيف دروكر من البرنامج المسائي"، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذه الملاحظات على حرية اختيار المقدمين والمحتوى.
مستقبل إداري غير محسوم
تشغل طالي بن عوبديا منصب المديرة المؤقتة لشركة الأخبار منذ نوفمبر الماضي، في ظل عدم التوصل إلى توافق داخل مجلس الإدارة حول تعيينها بشكل دائم. وأفادت مصادر بأن سلطة البث قد تفرض غرامات مالية في حال تأخر تعيين مدير دائم.
في المقابل، أعرب أفراهام نتان عن تحفظاته في رسالة وجهها لمجلس الإدارة، مشيرًا إلى أن أداء بن عوبديا يفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة وخطط عمل فعالة، رغم مرور أكثر من 100 يوم على توليها المنصب المؤقت.
وتسلط هذه النقاشات الضوء على التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في إسرائيل، والتوازن المطلوب بين الإدارة المهنية واستقلالية المحتوى الإعلامي.
تغيرات في الملكية: علامات استفهام حول مستقبل القناة
وفي خضم هذه النقاشات، أعلنت شبكة "ريشت 13" عن خطوة مفاجئة تمثلت في نقل جزء من ملكية القناة من المالك الحالي لين بلووتنيك إلى المدير التنفيذي أمليانو كالمزوك ومجموعة من المستثمرين. وفقًا للإعلان، سيحتفظ بلووتنيك بنسبة 26% من الأسهم، في حين ستمتلك المجموعة الجديدة الحصة الأكبر بنسبة 74%.
هذه الخطوة، التي جاءت بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة لبيع القناة، أثارت تساؤلات حول هوية المستثمرين الجدد وأهدافهم، بالإضافة إلى مستقبل القناة التي تعاني من خسائر مالية متراكمة. ووفقًا للتقارير، فإن إدارة القناة فتحت الباب أمام مشاركة الموظفين في الملكية من خلال خيارات لشراء الأسهم، وهو ما اعتبره بعض المراقبين مؤشرًا على محاولة تخفيف العبء المالي عن المستثمرين الجدد.
وتبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى جدية هذه الخطوة، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف تفاصيل الصفقة وهوية المستثمرين، ومدى قدرتهم على إحداث تغيير فعلي في مسار القناة ومستقبلها المالي.