شهدت مدينة أم الفحم حادثة سطو مسلح مروعة أثارت صدمة واسعة بين الأهالي، بعدما اقتحم مجهولون منزل السيدة ليلى محاميد في وضح النهار، وسرقوا ممتلكات العائلة تحت تهديد السلاح، في مشهد وصفته بالـ"كابوس الذي لا يُنسى".
وقالت محاميد في حديثها لراديو الناس إن الحادثة وقعت "في ساعات الظهيرة، نحو الثانية عشرة والنصف"، موضحةً أن أفراد العائلة كانوا جميعهم خارج المنزل باستثناء ابنها الذي يعمل ليلاً وينام نهاراً. وأضافت: "كان ابني نائماً، ففتحوا الباب ودخلوا إلى البيت، ووضع أحدهم المسدس على رأسه وهو نائم، وربطوه بقطعة قماش وبدأوا يسألونه عن مكان الذهب والأموال".
ليلى محاميد تروي لراديو الناس لحظات رعب عاشها ابنها خلال تعرض منزلهم لسطو مسلح
المنتصف مع فرات نصار
06:25
وتابعت محاميد أن اللصوص فتشوا كل زاوية في المنزل بشكل فظ، وقالت: "الدار انقلبت رأساً على عقب، الخزائن مكسّرة، الملابس مبعثرة، حتى السجاد على الأرض. لم يتركوا شيئاً في مكانه".
وأشارت إلى أن اللصوص استولوا على أجهزة الهواتف الخاصة بالعائلة وساعة ذكية، وأجبروهم تحت التهديد على تزويدهم بكلمات السرّ الخاصة بـ"الآي كلاود"، قائلة: "كلما تردد ابني أو قال إنه لا يتذكر الكلمة، كانوا يضعون المسدس على رأسه مرة أخرى ويصرخون فيه".
ولفتت محاميد إلى أن العصابة تظاهرت في البداية بأنها من الشرطة لفتح الباب بسهولة، مضيفة: "قالوا إنهم شرطة، ففتح لهم ابني الباب وهو نصف نائم، ليفاجأ بأنهم يوجهون السلاح نحوه".
وأكدت أن آثار الجريمة كانت "مرعبة"، وأن ابنها يعاني من صدمة نفسية منذ ذلك اليوم، وقالت: "منذ الحادثة لم ينم دقيقة واحدة، كلما أغلق عينيه يستعيد المشهد".
وأوضحت أن الجيران سلّموا الشرطة تسجيلات من كاميرات المراقبة أظهرت السيارة التي استخدمها الجناة، مضيفةً أن الشرطة "ادعت أنها تعرفت على هوية المشتبهين وربما أوقفت بعضهم"، لكنها شددت على أنها لا تعلم إن كانت هناك نتائج حقيقية حتى الآن.
وعبّرت ليلى عن فقدانها لشعور الأمان في بيتها ومنطقتها التي وصفتها بأنها "طريق مغلقة وهادئة عادة"، قائلة: "كنا نعيش بأمان، لم نتخيل أن يدخل أحد إلى بيوتنا في وضح النهار. اليوم، حتى عندما أعود من عملي في الليل، أشعر أنني في غابة، لا في بلد".
وختمت حديثها بحرقة، قائلة: "حرام ما نعيشه في هذه البلاد. الحرامية صاروا يدخلون البيوت وكأنها بلا حرمة، والشرطة لا تحمينا. لا أعرف كيف يمكن أن نعيش بأمان بعد الآن".