خلال مؤتمر صحافيّ في البيت الأبيض، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك انتهاء عمله رسميًا كمستشار خاصّ للرئيس دونالد ترامب، بعدما ترأّس على مدى 130 يومًا وزارة الكفاءة الحكومية(DOGE) ، وهي هيئة أسّسها ترامب مع بداية ولايته بهدف خفض النفقات وتقليص البيروقراطية الفيدرالية.
ورافق الإعلان جدلٌ إعلامي بسبب ظهور ماسك بكدمة بارزة تحت عينه اليمنى خلال المؤتمر، خصوصًا مع ظهوره العلني الأول بعد غياب. وأوضح ماسك أنّ الإصابة ناتجة عن ضربة تلقّاها من ابنه البالغ من العمر خمس سنوات خلال اللعب، مضيفًا بسخرية: "لم أكن بالقرب من فرنسا"، في إشارة إلى فيديو انتشر مؤخرًا للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وهو يتعرّض لصفعة من زوجته أمام الكاميرات.
وتزامن المؤتمر مع نشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يتّهم ماسك بتعاطي مزمن للكيتامين، الإكستاسي، الفطر المهلوس والأديرال خلال الحملة الانتخابية عام 2024، مع الإشارة إلى انه كان يتنقّل بصندوق يومي يحتوي على نحو 20 قرصًا دوائيًا. من جهته، تجاهل ماسك الردّ المباشر، واكتفى بمهاجمة الصحيفة قائلًا: "أليست هذه نفس المؤسسة التي فازت بجائزة بوليتزر عن تقارير كاذبة؟".
أمّا ترامب فلم يُظهر قلقًا من هذه الاتهامات، وأكّد انّ ماسك لن يغيب طويلاً عن واشنطن، بل سيواصل تقديم المشورة للإدارة، وأنّ فريق DOGE، المؤلّف بمعظمه من مهندسين شباب، سيبقى في مهامه.
ويُذكر انّ الوزارة التي قادها ماسك خلال الأشهر الأربعة الماضية نفّذت خطة تقشف شملت إغلاق وكالات فيدرالية، إلغاء مساعدات خارجية، والتنازل عن عشرات الآلاف من الموظفين. في المقابل، واجهت بعض هذه الإجراءات اعتراضات قانونية واحتجاجات، خاصّةً على خلفية إلغاء وكالة التنمية الدولية وتقليص ميزانيات وزارتيّ الصحة والتعليم.
ماسك، من جهته، أكّد أنه سيواصل دعم DOGE كمشروع طويل الأمد يهدف لتوفير تريليون دولار من ميزانية الدولة. وبينما تدّعي الإدارة تحقيق توفيرات بقيمة 175 مليار دولار حتى الآن، تشير تقديرات مستقلة إلى أرقام أقلّ بكثير.
ورغم أن ماسك كان من أبرز داعمي ترامب بعد محاولة اغتياله في يوليو 2024، إلا أنه عبّر في مقابلة أخيرة عن "خيبة أمل" من مشروع قانون الضرائب الجديد الذي طرحه ترامب، معتبرًا انّه يتعارض مع أهداف DOGE.