أجرى باحثون من جامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا دراسة امتدت لعامين على 205 مشاركين تراوحت أعمارهم بين 60 و88 عاماً، طُلب منهم خلالها تسجيل استهلاكهم للقهوة والأسماك إلى جانب تقييم مستويات الألم وفق مقياس من عشر درجات. وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ ارتفاع استهلاك القهوة ترافق مع زيادة في شدة الألم بمعدل 6.56 نقطة مقارنة بمن نادراً ما يشربونها أو يمتنعون عنها.
الأسماك الزيتية… تأثيرٌ مخالف للقهوة
وفي المقابل، لاحظ الباحثون أن تناول الأسماك الزيتية ارتبط بانخفاض في شدة الألم بنحو 4.45 نقطة. ويرجّح الفريق العلمي أنّ هذا التأثير يعود إلى الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، مثل أوميغا 3، التي تُعرف بخصائصها المضادة للالتهابات وقدرتها على دعم صحة الأنسجة.
تحفّظ علمي ودعوة لبحوث إضافية
على الرغم من هذه النتائج، شدّد الباحثون على ضرورة التعامل معها بحذر، لكونها تعتمد على الارتباط وليس الإثبات القاطع. وأكدوا أنّ هناك حاجة لدراسات أعمق لتحديد ما إذا كانت القهوة تؤدي فعلاً إلى زيادة شدة الألم أو ما إذا كانت عوامل أخرى قد تؤثر في النتائج.
بين فوائد القهوة ومخاطرها المحتملة
ورغم التحذيرات التي صدرت في هذه الدراسة، تشير أبحاث عديدة إلى فوائد متعددة للقهوة، من بينها تقليل مخاطر بعض الأمراض المزمنة وتعزيز صحة القلب وزيادة حرق الدهون. لكن في المقابل، تُظهر أبحاث أخرى أنها قد تُسبّب اضطرابات في الجهاز الهضمي، وتؤثر في جودة النوم، وترفع مستويات القلق والتوتر.


