في الناصرة: أمسية لتكريم الأديب محمد علي طه وإشهار روايته الجديدة "عين الزيتون"

احتضن مركز سينمانا الثقافي في مدينة الناصرة مساء أمس أمسية أدبية مميزة، خُصصت لتكريم الأديب الفلسطيني البارز محمد علي طه، وإشهار روايته الجديدة "عين الزيتون"

1 عرض المعرض
محمد علي طه
محمد علي طه
محمد علي طه
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
احتضن مركز سينمانا الثقافي في مدينة الناصرة مساء أمس أمسية أدبية مميزة، خُصصت لتكريم الأديب الفلسطيني البارز محمد علي طه، وإشهار روايته الجديدة "عين الزيتون"، التي تشكّل الجزء الثالث من ثلاثيته الروائية بعد "سيرة بني بلوط" و"نباري العنيد".
في الناصرة: أمسية لتكريم الأديب محمد علي طه وإشهار روايته الجديدة "عين الزيتون"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:00
وقال الأديب محمد علي طه في حديث لراديو الناس: "قلمي وُلد من رحم النكبة، وهذه الرواية هي جزء من ثلاثية حاولتُ من خلالها أن أجيب عن سؤال ظلّ يلاحقني في كل مكان: كيف بقينا في الوطن؟ كيف بقيت الناصرة وأم الفحم وسخنين والطيبة والطيرة، بينما اختفت مدن وقرى مثل صفد وبيسان وعكا؟"
وأوضح طه أن فكرة الرواية راودته منذ سنوات طويلة، لكنها تبلورت في ذهنه بعد رحلة مدرسية إلى شمال البلاد، حيث مرّ بجانب قرية عين الزيتون المهجّرة، وقال: "رأيت هناك عين ماء، ومكتوب على حجر قربها: عين الزيتون – ماء سبيل يشرب لذة للشاربين. ومنذ تلك اللحظة اخترت أن يكون بطلي من هذه البلدة."
وأضاف: "بحثت في تاريخ البلدة فاكتشفت أنها شهدت مجزرة مروّعة في أيار 1948، لم تُذكر كثيرًا في السرد التاريخي الفلسطيني، رغم أن أكثر من مئة شخص استُشهدوا فيها بعد أن أُجبروا على الاصطفاف بجانب جدار الجامع وأُعدموا بالرصاص."

الأدب كتوثيق للذاكرة

ورداً على سؤال حول ما إذا كان عمله يُعدّ توثيقاً تاريخياً أم رواية أدبية، قال طه: "أنا كاتب أدب ولست مؤرخاً. أستوحي رواياتي من الأحداث التاريخية لكنني لا أنقلها كما حدثت حرفياً. أكتب أدباً مستلهماً من الذاكرة الفلسطينية، وأحاول أن أوثّق المكان والأسماء واللهجات لتبقى حاضرة في الوعي الجمعي."
وشدد الأديب على أهمية الحفاظ على الأسماء الفلسطينية للأمكنة قائلاً: "هناك معركة على أسماء الأماكن بيننا وبين الطرف الآخر. هم يحاولون طمسها، وأنا أحاول جاهداً أن أحافظ على الاسم الفلسطيني للمكان – اسم الجبل والوادي والنهر والنبتة والزهرة – كي تبقى في ذاكرة أبنائنا وأحفادنا. لا أريدهم أن يقولوا بيت شان بل بيسان، ولا عيمك يزرعيل بل مرج ابن عامر."

الأدب في مواجهة الإعلام والتكنولوجيا

وفي حديثه عن مكانة الأدب الفلسطيني اليوم وسط التحولات السياسية والإعلامية والتكنولوجية، عبّر طه عن إيمانه العميق بدور الأدب المستمر في تشكيل الوعي الشعبي، قائلاً: "الأدب سيبقى الصورة الحية للشعب والموجه والمؤثر عليه. قالوا إن التلفزيون سيقضي على المسرح والسينما، لكنه لم يفعل. الأدب هو روح الشعوب، ومن خلاله نتعرف إلى حضاراتها وتاريخها."
وأضاف: "لا يمكن أن نعيش بلا شعر أو قصة أو أغنية. هذه كلها غذاء للروح، وهي التي تلهم الثورات وتبقي الإنسان قريباً من ذاته ووطنه."
وفي ختام اللقاء، عبّر الأديب محمد علي طه عن شكره العميق لـ"راديو الناس": "أشكر راديو الناس على هذه الرسالة الوطنية والإنسانية التي تؤدونها، وأتمنى لشعبنا الخلاص من العنف والحروب، وأن تبقى الكلمة الحرة حاضرة وفاعلة."
وبهذا الإصدار الجديد، يواصل محمد علي طه مسيرته الأدبية التي تمتد لعقود، مقدماً عملاً يجمع بين الذاكرة الفلسطينية والتخييل الأدبي، ليعيد إلى الواجهة واحدة من القرى المنسية في سجل النكبة، ويمنحها صوتاً جديداً عبر الأدب والرواية.