هل حُبّك للحلويات يكمن في حمضك النووي؟

ليس كل الناس لديها "سكر توث"؛ وفيما ينجذب كثيرون تلقائيًا إلى الحلويات، هناك من لا يرغب بها إطلاقًا – والسرّ؟ في الجينات

راديو الناس|
1 عرض المعرض
شراء الحلويات والشوكولاطة
شراء الحلويات والشوكولاطة
شراء الحلويات والشوكولاطة
(Avshalom Sassoni/Flash90)
دراسة جديدة نُشرت في مجلة Gastroenterology العلميّة، تقدّم تفسيرًا دقيقًا: بعض الأشخاص يحملون طفرة في جين يُعرف باسم Sucrase-Isomaltase (SI)، وهو الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم يهضم السكروز (سكر المائدة) والنشاء داخل الأمعاء الدقيقة.
عند غياب هذا الإنزيم او تعطّله، لا يتمكّن الجسم من هضم السكر بشكل فعّال؛ والنتيجة؟
بدل أن تُترجَم الحلويات إلى متعة فورية في الدماغ، يشعر هؤلاء الأشخاص بعدم ارتياح، أو حتى غثيان، عند تناول السكّر.
بمرور الوقت، تتطوّر استجابة الجسم إلى تجنّب نفسي وسلوكي للسكر، وكأن النظام الهضمي يرسل إشارة للدماغ تقول: "مش ناقصنا تعب".
الباحثون من جامعة إدنبرة وجدوا أن هذه الطفرة نادرة لكنها ليست استثنائية، وهي موجودة لدى ما يقارب 1 من كل 200 شخص – بعضهم يُشخَّصون خطأً على أنهم يعانون من متلازمات هضمية أو حساسية غذائية، في حين أن المسألة ترتبط بالكامل بعوامل جينية تؤثّر في شهية الدماغ، لا في جهاز المناعة.
هذه النتائج قد تحمل تبعات مهمّة مستقبلًا، سواء في فهم أنماط الأكل والسلوك الغذائي، أو في تصميم برامج غذائية شخصية ترتكز على تحليل الحمض النووي بحيث تتناسب مع الخصائص الجينيّة لكلّ فرد. على أيّ حال، وبينما لا توجد حاليًا طريقة لتحفيز هذا الإنزيم لدى من لا يملكونه جينيًا، تُشير الدراسات إلى أن الوعي حول كيفية تفاعل الجسم مع الطعام يساعد على ضبط العادات الغذائية وإدراك أعمق لمفهوم الشهية.
الدراسة لا تدّعي وجود "جين السكر" بالمفهوم المباشر، لكنها تسلّط الضوء على كيف يمكن لعامل صغير في الحمض النووي أن يُعيد تشكيل طريقة تعاملنا مع الطعام، والرغبة، والمتعة. فإذا كنت ممن لا يهوون الحلويات ولا "يشتهون السكر"، قد لا تكون فقط استثناءً ثقافيًا، بل أيضًا نموذجًا بيولوجيًا فريدًا.
First published: 08:21, 26.03.25