كشف تحقيق لشبكة CNN الأميركية أنّ إيران تواصل تعزيز قدراتها الصاروخية عبر استيراد كميات ضخمة من مواد تُستخدم في إنتاج وقود الصواريخ الباليستية، رغم إعادة فرض العقوبات الدولية عليها في أواخر سبتمبر الماضي.
وبحسب التقرير، وصلت إلى إيران خلال الشهر الأخير أكثر من 2,000 طن من مادة "نترات البركلورات الصوديومية" – وهي مكوّن أساسي في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية – عبر 10 إلى 12 شحنة بحرية قادمة من الصين.
التحقيق: المادة لا تُدرج ضمن العقوبات
أوضح التقرير أن هذه الشحنات لا تُعد خرقًا مباشرًا للعقوبات الأممية، إذ لا تشمل القيود المفروضة مادة "نترات البركلورات" نفسها، بل فقط "الأمونيم بركلورات" المشتق منها والمستخدم فعليًا في صناعة الوقود الصاروخي.
هذا “الفراغ القانوني”، بحسب محللين، يسمح للشركات الصينية بتبرير استمرار الإمدادات لإيران دون مخالفة رسمية لقرارات الأمم المتحدة.
إيران تستعيد قدرتها بعد الحرب الأخيرة
يأتي هذا التطور بعد نحو أربعة أشهر ونصف من انتهاء "حرب 12 يومًا"، التي استهدفت فيها إسرائيل منشآت إيرانية لإنتاج الصواريخ ومنشآت تخصيب اليورانيوم.
ووفقًا للتقرير، تعمل طهران الآن على إعادة بناء منظومتها الصاروخية التي دُمّرت جزئيًا في الحرب، إذ كانت تمتلك قبلها نحو 2,700 صاروخ باليستي.
ويقدّر الباحث الأميركي جيفري لويس من معهد ميدلبري في كاليفورنيا أن الكمية التي وصلت حديثًا تكفي لإنتاج نحو 500 صاروخ فقط، مؤكدًا أنّ إيران تحتاج إلى كميات أكبر لاستعادة قدرتها السابقة على إنتاج ما يقارب 200 صاروخ شهريًا.
قلق إسرائيلي وتحذيرات غربية
في إسرائيل، يتابع مسؤولون استخباراتيون بقلق عمليات الشحن الأخيرة من الصين إلى إيران، وأفاد مراسلون عسكريون بأن إسرائيل وجّهت رسائل احتجاج إلى بكين، معتبرةً أن هذه الإمدادات قد تُسهم في إعادة بناء التهديد الصاروخي الذي استُهدف في الحرب الماضية. 
تحركات قرب مواقع اليورانيوم
وفي موازاة ذلك، كشف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أن مفتشي الوكالة رصدوا "تحركات" قرب مواقع تخزين اليورانيوم المخصب في إيران عبر صور الأقمار الصناعية.
وأوضح غروسي أنّه لم تُسجّل أي مؤشرات على استئناف التخصيب الفعلي لليورانيوم، لكنّ الوكالة غير قادرة على التحقق بشكل كامل بعد أن أوقفت طهران تعاونها مع المفتشين الدوليين.
خلفية سياسية متوترة
يأتي ذلك فيما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التهديد بإعادة قصف المنشآت النووية الإيرانية إذا عادت طهران إلى تخصيب اليورانيوم، في حين سخر المرشد الإيراني علي خامنئي من هذه التهديدات قائلًا:"يقول رئيس الولايات المتحدة بفخر إنه دمّر منشآت إيران النووية. فليواصل أحلامه!"
خلاصة
إيران، رغم العقوبات الدولية، تستغل الثغرات القانونية لتأمين مواد تدخل في صناعة الوقود الصاروخي، في وقتٍ تشهد فيه نشاطات مريبة قرب منشآت نووية، ما يثير مخاوف من عودة التصعيد في المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية خلال الأشهر المقبلة.


