أكد الجيش الإسرائيلي اغتيال القيادي البارز في حزب الله أبو علي الطبطبائي في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية، اليوم (الأحد)، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين جراء الهجوم.
وادعى الجيش الاسرائيلي أنّ الضربة نُفّذت بعد توفر "فرصة عملياتية" في الميدان، وتشير المعلومات الإسرائيلية إلى أن طبطبائي لعب دورًا مركزيًا في إعادة بناء القدرات العسكرية للحزب منذ مقتل قياداته السابقة، وأنه يقود الذراع العسكرية إلى جانب المسؤول الأمني أبو علي حيدر.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو أصدر القرار بتنفيذ العملية بناءً على توصية وزير الأمن وقائد الجيش، فيما نفى مصدر رسمي إسرائيلي أن تكون العملية منسّقة مع الولايات المتحدة، موضحًا أن واشنطن كانت على علم بأن إسرائيل تتجه إلى تصعيد، لكنها أُبلِغت بالضربة بعد تنفيذها فقط.
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، إن الجيش الاسرائيلي "استهدف شخصية جهادية في بيروت" دون أن يعلن عن اسمها، مشيرا إلى أن قيادة حزب الله "تدرس الأمر وستتخذ القرار".
بدوره، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الهجوم، واعتبره "دليلًا إضافيًا على أن إسرائيل لا تكترث بالدعوات لوقف الاعتداءات"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات على لبنان.
تصعيد لافت داخل العاصمة
يمثل هذا الهجوم واحدًا من أجرأ العمليات الإسرائيلية داخل بيروت منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، إذ كان معظم الاستهدافات خلال الأسابيع الماضية يتركّز على جنوب لبنان، لا سيما في مناطق مارون الراس، عيترون، رميش، وبنت جبيل.
ويرى محللون أن استهداف قلب الضاحية الجنوبية يشير إلى تحول في قواعد الاشتباك، خاصة إذا تبيّن أن المستهدف شخصية قيادية رفيعة في الحزب.
من هو الطبطبائي؟
هيثم علي طبطبائي، أو أبو علي طبطبائي، هو الرجل الثاني في حزب الله (بعد الأمين العام نعيم قاسم) ورئيس أركان التنظيم فعليًا، ويُعدّ أحد أبرز القادة العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
قاد طباطبائي خلال السنوات الماضية القوات الخاصة التابعة لحزب الله، وبُعيد تصفية القيادة العسكرية العليا أصبح فعليًا رئيس أركان التنظيم والشخصية العسكرية الأرفع فيه.
وخلال السنة الأخيرة، تقاسم طباطبائي القيادة العسكرية لحزب الله مع محمد حيدر، وكان الاثنان مسؤولَين عن إعادة بناء وتطوير القدرات العسكرية للحزب.




