أوضح دكتور رافي حداد، وهو طبيب الأعصاب في مستشفى رمبام بحيفا والمتخصص في مشاكل القدرات الإدراكية والحركة، أهمية ممارسة النشاط البدني المعتدل في تقليل احتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر، خاصة في منتصف العمر والأعمار المتقدمة.
وقال د. حداد في حديث لراديو الناس، إنّ "الأبحاث الحديثة تؤكد دائماً أن الجهد الجسدي والنشاط البدني يشكلان عاملاً أساسياً في الحفاظ على صحة الدماغ، وتقليل مخاطر التدهور الإدراكي"، مشيراً إلى دراسة صدرت حديثاً تناولت هذا الموضوع بشكل معمق.
د. رافي حداد: ممارسة الرياضة المعتدلة في منتصف العمر تحدّ من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:54
وأوضح: "في بداية الشهر الحالي، نشرت دراسة تناولت الأشخاص الذين لديهم ترسبات في الدماغ مرتبطة بمرض الألزهايمر، لكن دون ظهور أعراض واضحة للمرض. الدراسة قارنت بين من يمارسون الرياضة ومن لا يمارسونها، ووجدت أن النشاط البدني المعتدل يلعب دوراً وقائياً كبيراً."
وأضاف: "الأشخاص الذين يعانون من ترسبات مادة الأميلويد في الدماغ - وهي المادة التي ترتبط بتطور مرض الألزهايمر - والذين يمارسون نشاطاً بدنياً معتدلاً كالتمشي لمدة ساعة يومياً أو ما يعادل 5000 إلى 7000 خطوة، كانوا أقل عرضة لتدهور القدرات الإدراكية أو الإصابة بالخرف مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة."
وحول شدة التمارين، أكد د. حداد: "المفاجأة كانت أن ممارسة الرياضة بشكل مكثف لم تظهر فرقاً كبيراً مقارنة بالمعتدل، ما يعني أن الحركة الخفيفة المنتظمة كافية لتحصين الدماغ ضد تقدم المرض."
وتابع: "هذا البحث يضع أمامنا رسالة واضحة: ليس من الضروري أن تكون الرياضة مكثفة أو متعبة، بل المهم هو الانتظام في الحركة. حتى 2000 إلى 3000 خطوة يومياً يمكن أن تكون فعالة في الحماية، وهذا أمر مهم خصوصاً لمن يعانون من مشاكل صحية أو عمرية تحد من قدرتهم على ممارسة التمارين الشاقة."
ولفت د. حداد إلى أن فوائد الرياضة لا تقتصر على الوقاية من الألزهايمر فقط، بل تشمل "حماية الجسم والعقل معاً، والحد من تقدم أمراض أخرى مرتبطة بالتقدم في السن."
وعند الحديث عن واقع المجتمع العربي، أشار إلى أن "العديد من كبار السن لا يمارسون نشاطاً بدنياً منتظماً، وغالباً ما يؤجلون بدء التمارين، معتبراً أن بدء الحركة اليوم حتى ولو بشكل بسيط يمكن أن يكون له أثر كبير."
وفيما يتعلق بالتطورات الحديثة في علاج مرض الألزهايمر، قال: "الأبحاث مستمرة ومتقدمة يومياً، وهناك اكتشافات جديدة، لكن حتى اللحظة، لا يوجد علاج شافٍ للمرض، لذا تظل الوقاية هي السلاح الأفضل، والرياضة هي حجر الزاوية في هذا المضمار."


