سامي أبو شحادة لراديو الناس: استراتيجية منصور عباس استهداف الأحزاب العربية والتحريض على التجمع

أبو شحادة توقف أيضًا عند تصريحات عباس الأخيرة، التي قال فيها إنه "لا يستطيع أن يتحدث مثل سامي أبو شحادة وأيمن عودة، وبالكاد يستطيع التعايش مع خطاب أحمد الطيبي"، معتبرًا أن هذا التصريح يعكس تبنّيًا لـ"المنطق الصهيوني" الذي يقسم الأحزاب العربية إلى "معتدلة" و"متطرفة".

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
سامي ابو شحادة
سامي ابو شحادة
سامي ابو شحادة
(فلاش 90)
تواصلت ردود الفعل في الساحة السياسية، على التصريحات التي أدلى بها رئيس القائمة العربية الموحدة، النائب منصور عباس، لراديو الناس، والتي اقترح فيها إقامة تحالف انتخابي ثنائي يجمع الموحدة والحركة العربية للتغيير من جهة، مقابل تحالف آخر يضم الجبهة والتجمع من جهة ثانية، في حال تعذّر تشكيل قائمة عربية مشتركة واحدة.
أبو شحادة: استراتيجية ممنهجة لاستهداف التجمع
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
17:34
التصريحات أثارت ردودًا متباينة بين الأحزاب، كان أبرزها من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي اعتبر أن نهج عباس يقوّض مشروع الوحدة، ويتضمن استهدافًا ممنهجًا للأحزاب العربية الأخرى، وعلى رأسها التجمع.
سامي أبو شحادة: استراتيجية ممنهجة لاستهداف التجمع في حديث خاص لراديو الناس، شنّ رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، هجومًا حادًا على منصور عباس، واتهمه باتباع "استراتيجية واضحة لاستهداف الأحزاب العربية، وبالأخص التجمع وقياداته". وقال أبو شحادة إن "منصور عباس منشغل منذ سنوات بالتحريض على التجمع الوطني الديمقراطي وقياداته، بدل توجيه انتقاداته للأحزاب الصهيونية التي يسعى للتحالف معها، رغم مواقفها من الحرب والاحتلال والعنصرية"، مؤكدًا أن هذا النهج "ليس زلّة لسان بل سياسة واعية ومقصودة". وأضاف أن وصف التجمع بأنه "يحرق الأصوات" هو تحريض خطير، على حدّ تعبيره، مؤكدًا:"التجمع لا يحرق الأصوات، بل يعمل من أجل تمثيل وطني وديمقراطي حقيقي، ومن حقه وواجبه أن يضمن القدرة على خوض الانتخابات واجتياز نسبة الحسم، كما تفعل كل الأحزاب".
موقف التجمع: أولوية لقائمة مشتركة مع التحضير لكل السيناريوهات أبو شحادة شدّد على أن قرار مؤسسات التجمع (اللجنة المركزية والمكتب السياسي) هو العمل أولًا على تشكيل قائمة عربية مشتركة واسعة تضم أكبر طيف سياسي ممكن. وأوضح أن التجمع أجرى في الأسابيع الأخيرة جلسات حوار متقدمة مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وكذلك لقاءات مع الحركة العربية للتغيير، بهدف بناء "أوسع ائتلاف سياسي ممكن" لخوض الانتخابات القادمة، معتبرًا أن الحل الأفضل لمجتمعنا في ظل حرب الإبادة والعنصرية وتصاعد الجريمة هو قائمة مشتركة واحدة. إلى جانب ذلك، أقرّ أبو شحادة بأن سيناريو خوض الانتخابات بقائمة مستقلة للتجمع "ما زال مطروحًا على الطاولة"، موضحًا أن الحزب يعمل منذ انتخابات 2022 على بناء قوته التنظيمية والسياسية لضمان قدرته على اجتياز نسبة الحسم لوحده عند الحاجة. وقال إن هذا ليس "ترفًا سياسيًا" بل "واجب على التجمع بعد التجربة القاسية في الانتخابات السابقة".
القائمتان وثلاث قوائم: بين الحسابات الوطنية والواقعية الانتخابية وحول سيناريو خوض الانتخابات بقائمتين، كما يطرح عباس وأطراف أخرى، قال أبو شحادة إن الأولوية الآن هي عدم تشتيت الجهود والتركيز على سيناريو القائمة المشتركة، لكنه لم يستبعد نقاش خيارات أخرى في مرحلة لاحقة إذا تعذر التوصل لاتفاق. وفي ما يتعلق بالعودة إلى سيناريو ثلاث قوائم عربية كما جرى في انتخابات 2022، اعتبر أبو شحادة أن الواقع السياسي تغيّر جذريًا منذ ذلك الحين، بسبب الحرب الجارية ومحاولات نزع الشرعية عن التمثيل السياسي العربي، وأن استخدام تلك التجربة كـ"فزاعة ثابتة" هو قراءة سياسية جزئية ومغلوطة، على حدّ وصفه، لكنه في الوقت نفسه لم ينكر وجود مخاطر حقيقية على التمثيل العربي إذا تشظّت الأصوات.
انتقاد مباشر لخطاب عباس وتقسيم "معتدلين ومتطرفين" أبو شحادة توقف أيضًا عند تصريحات عباس الأخيرة، التي قال فيها إنه "لا يستطيع أن يتحدث مثل سامي أبو شحادة وأيمن عودة، وبالكاد يستطيع التعايش مع خطاب أحمد الطيبي"، معتبرًا أن هذا التصريح يعكس تبنّيًا لـ"المنطق الصهيوني" الذي يقسم الأحزاب العربية إلى "معتدلة" و"متطرفة". وقال في هذا السياق:"بدل أن يقف إلى جانب التجمع في مواجهة محاولات الملاحقة السياسية ونزع الشرعية، يتبنى خطابًا يشبه خطاب الخصوم تجاه مشروع التجمع الوطني الديمقراطي، وهذا أمر خطير". وفي رده على مقترح عباس بتحالف "الجبهة – التجمع" من جهة، و"الموحدة – التغيير" من جهة أخرى، قال أبو شحادة إن أسلوب توزيع الأدوار والتحالفات بهذا الشكل المتعالي غير مقبول، مضيفًا:"ليس من حق أي حزب أن يوزع الأوامر على الآخرين: تحالفوا هنا ولا تتحالفوا هناك. كل حزب يقود نفسه، لكننا منفتحون على كل ما يخدم المصلحة الوطنية بصدق، وليس من منطق الاستعلاء السياسي".
وحدة مشروطة أم قطيعة سياسية؟ رغم النقد القاسي، شدّد أبو شحادة على أن التجمع، برغم الخلافات الجوهرية مع الموحدة، ما زال يرى في الوحدة العربية البرلمانية هدفًا وطنيًا، مؤكدًا أن حزبه "يتعالى عن المناكفات والتحريض في وسائل التواصل" بسبب خطورة المرحلة، التي وصفها بأنها "مرحلة وجودية للمجتمع العربي في الداخل". واعتبر أن المعركة الأساسية ليست بين الأحزاب العربية نفسها، بل "مع العنصرية والفاشية ومشاريع الإقصاء"، داعيًا الإعلام والمثقفين إلى المساهمة في تخفيف منسوب التوتر بين القوى السياسية العربية، والتركيز على التحديات المشتركة بدلاً من توسيع الشرخ الداخلي.