اتهمت عائلات بدوية فلسطينية، الجمعة، مستوطنين إسرائيليين بتنفيذ هجوم ليلي استهدف قطعان أغنام في منطقة غور الأردن بالضفة الغربية، أسفر عن مقتل 117 رأسًا من الأغنام وسرقة نحو 390 رأسًا أخرى، فيما وصفوه بمحاولة منهجية لتهجيرهم من أراضيهم.
وأفاد سكان من تجمّع "عرب الكعابنة" بأن الهجوم نُفّذ باستخدام السكاكين والأسلحة النارية، ما أدى إلى نفوق عدد كبير من الأغنام، بينما نُقلت أخرى لتلقي العلاج البيطري. وظهرت على بعض الحيوانات علامات صدمة شديدة، إذ كانت ترتجف من شدة الهلع.
وقال سالم سلمان نجادة، أحد أبناء التجمع، إن الهجوم نُفّذ من قبل مجموعات مستوطنين تعمل فيما بينها بتنسيق، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي حضر إلى الموقع، لكنه لم يتدخل، بل قام باعتقاله وتقييده أثناء الهجوم.
وأشار نجادة إلى أن "المستوطنين اقتحموا المكان ليلاً، وهاجموا الأغنام وساقوا بعضها بعيدًا"، متهمًا الجيش والشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ أو التغاضي، مؤكدًا أن الشرطة لا تصل إلى المكان إلا بعد ساعات من انتهاء الاعتداءات. وذكر أن بقية الأغنام المسروقة عُثر على بعضها مذبوحًا أو مقتولًا بأدوات حادة ونارية على بُعد خمسة كيلومترات من التجمع.
"نريد المغادرة حفاظا على أمن أطفالنا"
وفي أعقاب الحادثة، أعلنت إحدى العائلات نيتها مغادرة المنطقة حفاظًا على أمن أطفالها ومصدر رزقها. وقال طارق كعابنة، وهو من سكان المنطقة، إنه لم يعد يحتمل "الترهيب الليلي المستمر"، وأضاف: "كان عندي أمان أمس، لكن لا أعلم ماذا ينتظرني غدًا".
من جهته، ندد الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان بالحادثة، معتبرًا أنها جزء من سياسة أوسع تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم. وقال في تصريحات لوكالة "رويترز" إن ما جرى يهدف إلى "زرع الرعب في نفوس الناس ودفعهم للرحيل عن مناطق يسكنونها منذ عقود طويلة".
ويأتي هذا الاعتداء وسط تصاعد حاد في العنف بالضفة الغربية، حيث وثّقت الأمم المتحدة هذا الأسبوع موجة نزوح هي الأكبر منذ عقود، بسبب تصاعد هجمات المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
757 اعتداء منذ مطلع العام
وبحسب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فقد تم تسجيل 757 اعتداءً من مستوطنين على فلسطينيين أو ممتلكاتهم منذ بداية العام الجاري، ما يمثل زيادة بنسبة 13% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
كما تشير الإحصاءات إلى مقتل ما لا يقل عن 964 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، فيما قُتل 53 إسرائيليًا في هجمات أو اشتباكات مع فلسطينيين خلال الفترة نفسها.
وفي سياق متصل، طالب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، هذا الأسبوع بفتح تحقيق شامل في مقتل فلسطيني أمريكي تعرّض للضرب حتى الموت على يد مستوطنين في الضفة الغربية، واصفًا الحادث بـ"العمل الإجرامي والإرهابي".
وكانت محكمة العدل الدولية قد اعتبرت العام الماضي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما فيها الضفة الغربية، غير قانوني وضرورة إنهائه بأسرع وقت، وهو ما ترفضه إسرائيل، مستندة إلى اعتبارات أمنية وروابط تاريخية ودينية بالمكان.