أفادت القناة 12 بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يعتزم نشر نتائج تحقيقاته حول الإخفاقات الأمنية التي وقعت في السابع من أكتوبر، وذلك مساء اليوم الثلاثاء. ووفقًا للمصادر، فقد تم عرض هذه التحقيقات في وقت سابق على مسؤولي الجهاز، ومن المتوقع أن تُتاح الآن للجمهور.
خلال اجتماع داخلي في مقر الشاباك، تطرق رئيس الجهاز، رونين بار، إلى مسألة المسؤولية، قائلاً: "لقد تحملت المسؤولية وأعتزم الوفاء بذلك، ولكن هناك أهمية للتوقيت". كما أوضح لموظفي الجهاز عزمه على الدفع نحو تشكيل لجنة تحقيق رسمية، مشددًا: "بمجرد أن أرى ذلك يتحقق، سأرغب في تمرير المسؤولية لأحد نوابي المتميزين". وأكد أنه لن يسمح بتعيين رئيس جديد للشاباك من خارج المؤسسة.
ضغوط سياسية ومخاوف من تدخلات
يأتي هذا التطور في ظل محاولات لإقالة بار، وسط هجوم حاد من مصدر رفيع في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفقًا للقناة 12، فإن نتنياهو كان يمهّد لإقالة رئيس الشاباك، إلا أن بار أوضح أنه لن يتنحى قبل إتمام التحقيقات حول الإخفاقات الأمنية، وكذلك التحقيق المتعلق بعلاقات مستشاري رئيس الوزراء مع قطر.
كما أبدى مسؤولون سابقون في الجهاز مخاوفهم من تحويل الشاباك إلى "أداة سياسية"، محذرين من أن تعيين شخصية محسوبة على الحكومة قد يعرقل استكمال التحقيقات الحساسة. وفي هذا السياق، وقّع أكثر من 200 مسؤول سابق في الشاباك على رسالة أعربوا فيها عن دعمهم لبار، معتبرين أن عزله محاولة لطمس تحقيق "قطر غيت"، واصفين هذه الخطوة بأنها "خطيرة على إسرائيل".
بار: "تحملت المسؤولية منذ البداية"
وكان بار قد أعلن في السابق تحمله المسؤولية عن الفشل الأمني الذي وقع خلال توليه رئاسة الجهاز. ففي 16 أكتوبر 2023، وبعد نحو أسبوع من اندلاع الحرب، وجه رسالة إلى موظفيه أقرّ فيها بأن "الشاباك لم ينجح في تقديم تحذير مسبق"، مؤكدًا أن "المسؤولية تقع عليه". ورغم ذلك، شدد في حينه على أن الأولوية في تلك المرحلة كانت للحرب، مضيفًا: "نحن في معركة، وليست جولة قصيرة. الجولات تُحسم عبر صورة نصر وهدوء، أما الحرب فتُحسم عبر حسم المعركة وتغيير الواقع".