تجري مصادر في حركة حماس سلسلة اتصالات وُصفت بأنها الأكثر جدّية منذ أسابيع، تمهيدًا لفتح مسار تفاوضي غير مباشر حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط، اليوم (الإثنين).
وقالت المصادر إن الحركة تُجري مشاورات داخلية ومع الوسطاء، إلى جانب محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، بانتظار تحديد موعد لجولة تفاوض جديدة، شريطة التوافق بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وتشير التقديرات داخل الحركة إلى إمكانية انطلاق هذه الجولة قبل نهاية الشهر الجاري أو في بدايات الشهر المقبل.
وتحدّثت المصادر عن اجتماعات ثنائية وثلاثية عُقدت في عواصم عدّة، بينها الدوحة والقاهرة وإسطنبول، إلى جانب اتصالات أخرى ضمن القناة التفاوضية الحالية، لافتة إلى أن الضغط الأميركي وتحركات الوسطاء "أضفت طابعًا أكثر جدية" على المحادثات.
وبحسب التقرير، تبرز مساحات تقارب جديدة بين حماس وبعض الفصائل الفلسطينية والوسطاء العرب بشأن ترتيبات تتعلق بتسليم سلاح الفصائل لجهة فلسطينية، ضمن اتفاق يضمن عدم وصوله لإسرائيل أو الولايات المتحدة، ويحدّد إطارًا سياسيًا واضحًا لمستقبل القضية الفلسطينية.
كما أشارت المصادر إلى أن حماس طرحت هدنة طويلة الأمد لا تقل عن عشر سنوات، تتضمّن التزامًا بوقف استخدام السلاح مقابل ضمانات واضحة.
وفي سياق آخر، اعتبر أحد المصادر أنه "لم يعد لدى إسرائيل مبرّر" لربط الانتقال إلى المرحلة الثانية بقضية جثة آخر مختطف لديها، رغم الظروف الصعبة المحيطة بعمليات البحث، مؤكّدًا أن الوسطاء يدركون تعقيدات هذه المسألة.
ويجري، وفق التقرير، التحضير لعقد اجتماع وطني فلسطيني موسّع لمناقشة ملفات الحكم وإدارة قطاع غزة، وسلاح الفصائل، وقضايا داخلية ملحّة تتطلّب توافقًا كاملًا. وتوقّعت المصادر أن يُعقد هذا اللقاء في القاهرة بعد استكمال الترتيبات اللازمة، بمشاركة قيادات فلسطينية بارزة.
ولفتت كذلك إلى وجود تبادل أفكار بين قيادة حماس والوسطاء بشأن مستقبل السلاح، معتبرة أن ملف تسليم إدارة القطاع إلى لجنة تكنوقراط – كما ينصّ الاتفاق – هو "الأسهل تنفيذًا"، وأن الحركة مستعدة لنقل إدارة غزة إلى اللجنة فورًا "من دون أي عائق".
First published: 21:44, 08.12.25


