قدّمت روسيا الليلة الماضية إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن مشروع قرار جديد يتعلق بخطة إنهاء الحرب في قطاع غزة، في خطوة تُعدّ تصعيدًا سياسيًا يعرقل الدفع نحو إقرار مشروع قرار آخر حول نشر قوة دولية في القطاع. وتظهر تفاصيل الوثيقة الروسية، التي نشرتها وسائل اعلام إسرائيلية، أن موسكو تتبنى موقفًا مغايرًا جذريًا للرؤية الأمريكية، وتعارض بشكل واضح العناصر المركزية في الخطة المدعومة من واشنطن.
عرقلة للمسار الأمريكي
وفق مصادر دبلوماسية، كانت هناك محادثات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم الروس في الأيام الأخيرة بهدف التوصل إلى صياغة متفق عليها. لكن مساء الخميس، قررت موسكو وقف التقدم نحو التصويت على المقترح الأمريكي، قبل أن تطلق مشروع قرار بديل – في خطوة يُقدّر بأنها منسّقة أيضًا مع الصين، حليفتها الاستراتيجية.
مضمون المشروع الروسي
لا تتطرق الصيغة الروسية إلى نزع سلاح قطاع غزة أو تفكيك حركة حماس، بخلاف الطرح الأمريكي الذي ركّز على هذه النقاط. كما ترفض موسكو بوضوح بقاء إسرائيل في "الخط الأصفر" الذي يفصل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي عن تلك التي كانت تحت سيطرة حماس، وكذلك ترفض إقامة منطقة عازلة على حدود غزة.
وجاء في مشروع القرار الروسي:“مجلس الأمن يرفض أي محاولة لتغيير ديمغرافي أو إقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك أي إجراء من شأنه تقليص مساحة القطاع”.
وبدلًا من منح الولايات المتحدة دورًا مركزيًا في تشكيل القوة الدولية، تنقل موسكو المسؤولية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مطالبةً إياه بتقديم خيارات عملية لتنفيذ خطة إنهاء الحرب وعرض تقرير عاجل على المجلس، بما في ذلك إمكانية نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار.
تركيز على حل الدولتين ودور السلطة الفلسطينية
تُبرز الصيغة الروسية التزامًا أوضح بـ حل الدولتين، وتشدد على أن قطاع غزة يجب أن يكون تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية. وجاء في الوثيقة:“يجدد مجلس الأمن التزامه الثابت برؤية حل الدولتين، حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان – إسرائيل وفلسطين – جنبًا إلى جنب بسلام… ويؤكد أهمية وحدة الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية”.
رد الفعل الأمريكي
الولايات المتحدة هاجمت موسكو واتهمتها بعرقلة المسار الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار وتحقيق تهدئة عاجلة في القطاع. وقالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة:“محاولات زرع الفرقة في هذه اللحظة، بينما المفاوضات على القرار لا تزال جارية، تُحدث عواقب خطيرة وحقيقية على الفلسطينيين في غزة – عواقب يمكن تجنبها”.



