تصريحات نتنياهو تعقّد ملف المختطفين وتفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدًا

ومع تعمّق العمليات البرية، تزداد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحماس، وسط مخاطر متزايدة يتعرض لها الجنود من العبوات الناسفة، وصواريخ الكورنيت، ونيران القناصة.

راديو الناس|

1 عرض المعرض
مشاورات أمنية بين نتنياهو ووزير الأمن كاتس ورئيس الأركان إيال زمير
مشاورات أمنية بين نتنياهو ووزير الأمن كاتس ورئيس الأركان إيال زمير
مشاورات أمنية بين نتنياهو ووزير الأمن كاتس ورئيس الأركان إيال زمير
(تصوير: معيان توآف، GPO)
تشير أحدث تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصادرة مساء السبت، إلى أن الطريق نحو إعادة المختطفين الإسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة ما زال مليئًا بالعقبات، بل أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد في السابق.
ومع استمرار الحرب منذ أكثر من 560 يومًا، يتزايد نفاد صبر جميع الأطراف: الشارع الإسرائيلي الذي يواجه حربًا مفتوحة على أكثر من جبهة، سكان غزة المنهكون من التهجير المستمر شمالًا وجنوبًا، والوسطاء الدوليون الذين يجدون صعوبة في تجسير الهوة بين المطالب الإسرائيلية وشروط حماس.
ضبابية الأهداف وغياب التقدم الميداني ومع تعمّق العمليات البرية، تزداد الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحماس، وسط مخاطر متزايدة يتعرض لها الجنود من العبوات الناسفة، وصواريخ الكورنيت، ونيران القناصة. وتُطرح تساؤلات جديّة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول مدى وضوح الأهداف المرحلية في الطريق نحو "الهدف الأعلى" المتمثل بإسقاط حكم حماس أو إعادة المختطفين.
وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على انطلاق العملية العسكرية الحالية، فإن التقدم الملموس على الأرض ما زال محدودًا، حيث لم تُحقق اختراقات نوعية، ولم يُصفَّ كبار قادة التنظيم.
السيناريو البديل: الذهاب إلى أقصى درجات الحسم في ظل رفض نتنياهو لعقد صفقة تبادل مشروطة بوقف الحرب، تحت ذريعة أن "ذلك سيرسل رسالة ضعف إلى أعداء إسرائيل"، يبرز احتمال أن تعلن الحكومة فشل المساعي السياسية، والانتقال إلى خيار "الحسم الكامل"، ما قد يتطلب تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط والدخول في معركة شاملة وغير مسبوقة، قد تُسقط حكم حماس لكنها ستفتح في المقابل بابًا واسعًا على انتقادات داخلية ودولية للحكومة.
شهر أخير من المساعدات... وقلق أممي متزايد في سياق متصل، ورغم إعلان وزير الأمن يسرائيل كاتس أن إسرائيل ستتولى بنفسها توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، فقد طلبت الحكومة الإسرائيلية من الولايات المتحدة ممارسة ضغط إضافي على الوسطاء بشأن هذا الملف الحساس. ووفق تقديرات أممية، فإن المساعدات الإنسانية والمخزون الغذائي في غزة قد تنفد في غضون شهر، ما سيزيد من ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل، خاصة مع ارتفاع حدة الكارثة الإنسانية.
بيت لاهيا تتحول إلى مركز احتجاج شعبي ضد حماس وفي تطور لافت داخل القطاع، عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الواجهة، لا سيما في مدينة بيت لاهيا، التي لم تكن معروفة كثيرًا قبل الحرب، وأصبحت اليوم مركزًا للمظاهرات ضد حكم حماس. وخلال مظاهرة جرت قبل أربعة أيام، خرج عناصر من حماس إلى الشوارع لمحاولة امتصاص الغضب، إلا أن ذلك زاد من التوتر، بعد أن رفع بعضهم لافتات تأييد للحركة، ما قوبل برفض جماهيري، وتحوّلت المظاهرة إلى مواجهات كلامية واحتكاكات ميدانية.
ومع استمرار العمليات العسكرية وازدياد الضغوط الداخلية والخارجية، تبقى التساؤلات قائمة: هل ستتمكن إسرائيل من استعادة المختطفين؟ وهل ستستمر الحرب حتى "الحسم الشامل"، أم أن التوازنات الإقليمية والدولية ستفرض مسارًا تفاوضيًا مختلفًا؟