مخاوف بين الأهالي العرب في حيفا بعد بدء تفشي الحصبة فيها

عضو البلدية شربل دكور: قلة التوعية ورفض التطعيم وراء تفشي الحصبة في المجتمع الحريدي ونطمئن الأهالي العرب في المدينة

1 عرض المعرض
وزارة الصحة تدعو للتطعيم ضد الحصبة
وزارة الصحة تدعو للتطعيم ضد الحصبة
وزارة الصحة تدعو للتطعيم ضد الحصبة
(Flash90)
أصدرت وزارة الصحة تحذيرًا رسميًا من تفشي مرض الحصبة في مدينة حيفا، بعدما تم تسجيل أربع حالات إصابة بين أطفال من المجتمع الحريدي بالمدينة، مما دفع الوزارة إلى إعلان المدينة بؤرة لانتشار المرض واتخاذ إجراءات عاجلة منها تقديم موعد تطعيم الأطفال للحد من تفشي العدوى.
وفي مقابلة مع "راديو الناس"، أوضح الدكتور رؤوف نصار، أخصائي الأطفال وأمراض الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى بني تسيون (روتشيلد) بحيفا، طبيعة المرض وكيفية انتقاله، وقال: "الحصبة مرض فيروسي معدٍ للغاية، ينتقل عبر الرذاذ الذي يخرج من جسم المريض، ولا يشترط أن يكون المريض على اتصال مباشر بشخص آخر لينتقل إليه المرض، إذ يمكن للرذاذ أن يبقى على الأسطح لساعات، ويصيب أي شخص يدخل الغرفة بعد المريض."
د. رؤوف نصار: ظهور عدد من الحالات بشكل مفاجئ في منطقة معينة يعد وباءً صغيرًا
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
05:52
وأضاف الدكتور نصار أن الأعراض تبدأ بحمى مرتفعة، وسعال، وزكام، والتهاب في الحلق، ثم تظهر بقع حمراء على الوجه تمتد تدريجيًا إلى باقي الجسم، مشيرًا إلى أن المرض "يتميز بوجود غشاء أبيض داخل الفم، وهي علامة مميزة للحصبة."
وحول إعلان وزارة الصحة مدينة حيفا كبؤرة لانتشار المرض، أوضح الدكتور نصار أن ذلك يعني "ظهور عدد من الحالات بشكل مفاجئ في منطقة معينة، وهو ما يعد وباءً صغيرًا. ففي السنة الماضية، لم تتجاوز حالات الحصبة الـ60 في البلاد، بينما شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا لتصل إلى أكثر من مئة حالة، مما يدل على انتشار فعلي للمرض."

"قلة توعية ورفض الحصول على تطعيم"

عضو البلدية شربل دكور: قلة التوعية ورفض التطعيم وراء تفشي الحصبة في المجتمع الحريدي ونطمئن الأهالي العرب في المدينة
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
04:43
من جانبه، أكد الأستاذ شربل دكور، عضو بلدية حيفا عن التجمع الوطني الديمقراطي، أن "الارتفاع في حالات الحصبة في المجتمع الحريدي يعود لأسباب عدة، أهمها قلة التوعية، بالإضافة إلى رفض بعض أفراد المجتمع التطعيم لأسباب أيديولوجية."
وأشار إلى أن بلدية حيفا بالتعاون مع وزارة الصحة تعمل على إطلاق حملات توعية مكثفة في المدارس والروضات، خاصة في المناطق التي يتركز فيها المجتمع الحريدي، لتشجيع الأهالي على تطعيم أطفالهم.
وقال دكور: "على البلدية أن توسع نطاق التوعية لتشمل كافة المدارس، لأن الحصبة مرض معدٍ ينتقل عبر الهواء، والحملة يجب أن تشمل الجميع بغض النظر عن الخلفيات."

مخاوف بين أولياء الأمور

وعن رد فعل الأهالي، أشار دكور إلى وجود بعض المخاوف بين أولياء الأمور، لكنه طمأن قائلاً: "نحن نتابع دفاتر التطعيم بانتظام، والحمد لله الوضع في المجتمع العربي جيد نسبيًا، ونسعى للحفاظ على هذا المستوى."
بدوره، شدد الدكتور نصار على أهمية التطعيم، موضحًا أن "الوقاية من الحصبة تكون بالتطعيم، الذي يمنح الجسم مناعة قوية ضد الفيروس." وأضاف: "المرض قد يكون خطيرًا خصوصًا عند الأطفال غير المطعمين، إذ قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل التهاب الدماغ وأحيانًا الوفاة، ونسبة الوفيات تصل إلى 0.3% من الحالات."
وأعلن أن وزارة الصحة قامت بتقديم موعد الجرعة الأولى من التطعيم للأطفال من عمر ستة أشهر حتى 11 شهرًا، مع إمكانية تقديم الجرعة الثانية للأطفال الذين تجاوزوا السنة، شريطة أن تكون قد مرت ثلاثة أشهر على الجرعة الأولى.

احصلوا على التطعيم

واختتم الدكتور نصار حديثه بدعوة الأهالي إلى استشارة الأطباء في حال وجود أي تخوفات بشأن التطعيم وعدم اتخاذ قرارات مبنية على معلومات غير دقيقة، مؤكدًا أن "التطعيم هو السلاح الأساسي للوقاية من هذا المرض الخطير."