شارك عشرات آلاف الإسرائيليين في احتجاجات تطالب بالتوصل لصفقة تبادل شاملة وفي إنهاء الحرب على غزة، وذلك في أسبوع من احتجاجات تشهدها العشرات من المدن والبلدات ومفترقات الطرق، ومركزها في تل أبيب.
وتأتي احتجاجات هذا الأسبوع في ظل أنباء عن تعثر محادثات الدوحة من جديد، ويقابلها أنباء عن ضغوط لتجديد المحادثات بواسطة مصرية قطرية أمريكية، وسط ضغوط على الطرفين للعودة خلال الأيام القليلة القادمة إلى طاولة المفاوضات.
الضغط الشعبي يتصاعد
وبالتوازي مع الاحتجاجات المركزية في ساحة المختطفين بتل أبيب، تظاهر ناشطون أمام بوابة "بيغن" في مقر وزارة الأمن بتل أبيب، وفي كابلان، فيما انطلقت مسيرة سيرا على الأقدام باتجاه السفارة الأميركية.
وقالت عيناف تسنغوكر، وهي أم المختطف متان: "اليوم هو اليوم 659 منذ اختطاف أحبائنا. تُفجّر المحادثات مرارًا، وفي كل مرة يُترك أبناؤنا لمصيرهم. إذا انهارت المفاوضات الآن، سينهار معها متان، وسينهار معه 49 أسيرًا وأسيرة".
"الرد المخيّب" لحماس يعيد الوفد من الدوحة
وكان الوفد الإسرائيلي للمفاوضات قد عاد من الدوحة يوم الخميس، فيما وصف الوفد رد حماس بأنه "مخيّبة للآمال". ورغم عودة الوفد، شدّد مسؤولون إسرائيليون على أن المحادثات لم تنهار بعد، لكنها وصلت إلى "نقطة حرجة تتطلب قرارات صعبة".
مصدر مصري: ضغوط للعودة الى طاولة المحادثات
وبدورها، أفادت مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بأن هناك محاولات جدية لتجديد المفاوضات خلال الأسبوع الحالي، رغم حالة الجمود التي تشهدها المباحثات حاليًا.
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم مصر وقطر، يواصلون الضغط على حركة حماس لـ"تقديم تنازلات في مواقفها"، بينما تبذل الحركة والوسطاء جهودًا لإظهار أن الأمور تسير كالمعتاد، رغم التعثر الحالي.
وأعرب الوسطاء عن قلقهم لإسرائيل من أن استمرار الجمود قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع في قطاع غزة، ويُصعّب التوصل إلى أي اتفاق لاحقًا. ومع ذلك، أصدرت كل من مصر وقطر بيانًا مشتركًا جاء فيه: "نواصل جهود الوساطة، وقد تم إحراز بعض التقدم في المباحثات التي جرت في الدوحة. عودة الوفود للتشاور قبل استئناف المفاوضات هو إجراء روتيني".
وفي السياق ذاته، أشار مصدر مصري خلال نهاية الأسبوع إلى أن هناك إمكانية لاستئناف المفاوضات هذا الأسبوع، وسط تصاعد الانتقادات الموجهة للقاهرة بزعم تقاعسها في دعم غزة بالقدر الكافي.
من جهتها، علّقت حركة حماس على تصريحات صدرت عن دونالد ترامب ومبعوثه للمفاوضات ستيف ويتكوف بالقول إنها "تستغرب هذه التصريحات"، مؤكدة أنها "تعاملت بإيجابية مع ملاحظات الوسطاء، والذين أبدوا بدورهم ارتياحهم للرد المقدم من الحركة، والذي تضمّن طلب توضيحات حول بنود تتعلق بالمساعدات الإنسانية وعمق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع" وفقا لما ورد من بيان.
وقال المبعوث الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح، الذي يشارك في جهود الوساطة، إن الوسطاء أبلغوه بأن رد حماس كان إيجابيًا، مضيفًا: "لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق".
واشنطن: حماس غير جادة
في وقت سابق، أعلن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عودة الطاقم الأميركي من الدوحة أيضًا "لإجراء مشاورات إضافية"، مضيفًا أن رد حماس يكشف "عدم وجود نية حقيقية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأضاف: "رغم الجهود الكبيرة من الوسطاء، يبدو أن حماس غير منسّقة وغير صادقة. سنواصل البحث عن بدائل لإعادة الأسرى وخلق واقع أكثر استقرارًا لغزة".
حماس: الاتفاق ما زال ممكنًا ولكن...
من جانبه، قال مسؤول كبير في حماس إن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنًا، لكنه أشار إلى "تأخير إسرائيلي". وأوضح أن حماس تصر على أن يتضمن الاتفاق بندًا يمنع استئناف القتال بعد 60 يومًا من التهدئة، حتى وإن لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل، مع استمرار المفاوضات بعدها.
First published: 20:52, 26.07.25