ابتداءً من الأسبوع المقبل: تغييرات جذرية في جواز السفر الأوروبي

نظام بيومتري جديد يستبدل ختم الجواز بالتعرّف على الوجه وبصمة الإصبع 

1 عرض المعرض
جواز سفر
جواز سفر
جواز سفر
(Flash90)
تبدأ 29 دولة أوروبية، اعتبارًا من يوم الأحد 12 أكتوبر، بتطبيق نظام دخول بيومتري جديد يغيّر الطريقة التي يعبر بها المسافرون الحدود الأوروبية، في خطوة تُنهي رسميًا عصر ختم الجواز التقليدي الذي رافق المسافرين لعقود. النظام الجديد، الذي يُعرف باسم “نظام الدخول/الخروج الأوروبي” (EES)، يعتمد على التعرّف على ملامح الوجه وبصمات الأصابع لتسجيل حركة الدخول والخروج بشكل أوتوماتيكي، ما يُلغي الحاجة إلى الختم اليدوي ويحوّل إجراءات الحدود إلى عملية رقمية بالكامل.
من ختم الحبر إلى الماسح الذكي يهدف النظام إلى تسريع عمليات العبور وتحسين الأمن الحدودي عبر تقليل الازدحام في المطارات والمنافذ البرية والبحرية. فبدلًا من الانتظار في طوابير طويلة، سيخضع المسافر لمسح سريع للوجه وبصمة الإصبع عند نقطة العبور، لتُسجّل بياناته في قاعدة بيانات أوروبية موحّدة. ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن الخطوة ستجعل السفر “أكثر أمانًا وسلاسة”، لكنها في الوقت ذاته تُنهي مشهدًا رمزيًا اعتاد عليه ملايين المسافرين — صوت ختم الجواز الذي كان يعلن بداية المغامرة السياحية.
الجانب الإنساني: نهاية "ذكريات السفر" بالنسبة لكثيرين، كان ختم الجواز أكثر من إجراء إداري — رمزًا لرحلة وتجربة شخصية.تقول سوزان ميلر، خبيرة السياحة الرقمية في باريس: “كل ختم كان يحمل قصة. صفحة الجواز الممتلئة كانت دفتر رحلات صغيرًا يروي حياة المسافر... اليوم ستُختزل هذه الذاكرة في نظام رقمي بلا أثر بصري”. ورغم الحنين، يرى خبراء السفر أن التغيير ضروري لمواكبة تحديات العصر الرقمي والأمن العالمي، معتبرين أن “الكفاءة تفوقت على الرومانسية”.
الدول المشاركة وفترة الانتقال من المقرّر أن يبدأ تشغيل النظام تدريجيًا على مدى الأشهر القادمة، وستظل بعض الدول تُصدر الأختام لفترة مؤقتة خلال مرحلة الانتقال. تشمل الدول المشاركة في المرحلة الأولى: غرب أوروبا: فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، سويسرا، النمسا. جنوب أوروبا: إسبانيا، إيطاليا، البرتغال، اليونان، مالطا. شمال أوروبا: الدنمارك، السويد، فنلندا، النرويج، آيسلندا، ليختنشتاين. شرق أوروبا: بولندا، تشيكيا، المجر، سلوفاكيا، سلوفينيا، كرواتيا، رومانيا، بلغاريا. البلطيق: ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا.
مستقبل السفر في أوروبا يقول خبراء إن النظام الجديد يمثل خطوة نحو التحول الكامل إلى الحدود الذكية، حيث ستُربط البيانات البيومترية بأنظمة التأشيرات الأوروبية والرقابة الأمنية. وبينما يصفه البعض بأنه “نهاية عصر الحبر وبداية عصر الخوارزميات”، يرى آخرون أنه بداية حقبة أكثر انسيابية وأمانًا في السفر الأوروبي.