تراجع خطير في ترتيب إسرائيل بمؤشر حرية الصحافة لعام 2025

إسرائيل تسجل تراجعا حادا في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" وتحتل مرتبة 112

1 عرض المعرض
صحافة - صورة توضيحية
صحافة - صورة توضيحية
صحافة - صورة توضيحية
(فلاش 90)
سجلت إسرائيل تراجعًا حادًا في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" (RSF)، حيث هبطت 11 مركزًا إضافيًا مقارنة بعام 2024، لتحتل المرتبة 112 من بين 180 دولة وإقليمًا، وهو أسوأ ترتيب تحققه إسرائيل منذ بدء نشر المؤشر عام 2002.
وجاء في تقرير المنظمة، الذي يعتمد على تقييم خبراء محليين من بينهم منظمة "العين السابعة" الإسرائيلية، أن حرية الصحافة، وتعدد الأصوات الإعلامية، والاستقلال التحريري تراجعت بشدة في إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة. وذكرت المنظمة أن نحو 200 صحفي قُتلوا في غزة على يد الجيش الإسرائيلي، فيما تصاعدت الضغوط على الصحفيين داخل إسرائيل بفعل "حملات تضليل وتشريعات تقمع حرية التعبير".
وأشار التقرير إلى مقاطعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوسائل الإعلام الإسرائيلية منذ عام 2021، إذ يكتفي بإجراء مقابلات مع "القناة 14" المقربة منه، والتي اعتبرها التقرير أداة دعاية تنشر تحريضًا وأخبارًا كاذبة، وليست وسيلة إعلامية مهنية.
ووثق التقرير أيضًا حظر الحكومة الإسرائيلية على صحيفة "هآرتس"، إحدى الصحف القليلة التي ما زالت تنتقد سياسات نتنياهو، بما في ذلك العمليات في غزة، مؤكدًا أن الصحفيين لا يمكنهم دخول القطاع إلا بمرافقة الجيش الإسرائيلي.
في الجانب التشريعي، رصد التقرير تعديلات على قانون الإرهاب تتيح معاقبة من يشاهد موادا "تحريضية" بانتظام، إضافة إلى ما يسمى بـ"قانون الجزيرة"، الذي يسمح بإغلاق قنوات أجنبية بحجة تهديد الأمن القومي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار التقرير إلى محاولة وزير الاتصالات شلومي كراعي خصخصة وسائل الإعلام العامة وإغلاقها، فيما يُنتقد المشهد الإعلامي المحلي بأنه يخضع لهيمنة خطاب قومي متطرف.
أما في الأراضي الفلسطينية، فقد احتلت "فلسطين" المرتبة 163 عالميًا بعد تراجع 6 مراكز، ويصف التقرير الوضع هناك بأنه "كارثي"، خاصة في قطاع غزة، الذي أصبح أخطر مكان في العالم على الصحفيين، مع مقتل نحو 200 منهم منذ بداية الحرب، بينهم 42 قُتلوا على خلفية عملهم الصحفي. ويضيف التقرير: "الصحفيون في غزة محاصرون، دون مأوى أو طعام أو ماء". كما يتعرض الصحفيون في الضفة الغربية لانتهاكات من قبل السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي والمستوطنين على حد سواء، بما في ذلك الاعتقالات والاعتداءات.
ويحذر التقرير من التدهور العالمي العام في حرية الصحافة، حيث يُصنَّف الوضع العالمي لأول مرة بأنه "صعب"، وتشير المنظمة إلى أن الملكية الإعلامية أصبحت مركزة بشكل خطير في أيدي حكومات أو شركات ضخمة، مثل جوجل وآبل وفيسبوك، ما يهدد استقلالية الإعلام ويزيد من الرقابة الذاتية.
في المقابل، تواصل دول شمال أوروبا تصدُّر المؤشر، حيث احتلت النرويج المركز الأول، تلتها إستونيا، هولندا، السويد، فنلندا والدنمارك. أما في ذيل القائمة فكانت إريتريا، تسبقها كوريا الشمالية، الصين، سوريا وإيران.