قنبلة في الناصرة
أثارت حادثة إلقاء قنبلة من قبل شرطي ملثم باتجاه منزل في حي الصفافرة في مدينة الناصرة، حالة من الصدمة والغضب في الشارع العربي، بعدما تم توثيق الحادثة بالفيديو وانتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في أعقاب ذلك، أعلن المفتش العام للشرطة عن فتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات ما جرى.
وبحسب ما أفاد به صاحب المنزل، نسيم سعدي، فإن الحادثة وقعت مساء الخميس، أثناء اجتماع أفراد العائلة في ساحة المنزل، كما جرت العادة في نهاية كل أسبوع. وقال سعدي، في حديث لراديو الناس":"كنا نجلس في المنزل ليلة الخميس، أنا وأفراد العائلة. وفجأة، ومن دون أي إنذار، فوجئنا بشخص ملثم يفتح باب مركبته ويلقي قنبلة باتجاهنا. كنا جميعًا في ساحة المنزل، وقد سقطت القنبلة بيننا مباشرة، ما تسبّب بحالة من الذعر والهلع الشديد."
وتابع:"شبان الحي لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فلحقوا بالملثم، وتمكنوا من توثيق السيارة التي استخدمها، حيث كانوا شهودًا على ما حدث. الشرطي كان بلباس مدني، وبمجرد أن نفذ العملية، فرّ من المكان. كل شيء واضح في الفيديو والصور، والحي بأكمله شاهد على ما جرى. والسؤال الذي نطرحه: لماذا؟ ما السبب؟ كنا في منزلنا، والجدار المحيط به يبلغ ارتفاعه مترين، ومع ذلك ألقى القنبلة من فوقه!"
القنبلة سقطت بين الأطفال وأدخلت ابنة شقيقي في حالة نفسية صعبة
وأضاف سعدي، بكلمات مؤثرة:"كان هناك عدد من الأطفال في المكان، من بينهم ابنة شقيقي التي دخلت في حالة نفسية صعبة وتم نقلها إلى المستشفى. كما لدي طفلة صغيرة، وشقيقي لديه ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات. جميعهم أصيبوا بالهلع، وسادت حالة من الرعب في المنزل والحي."
توثيق الحادثة بالفيديو وشهادات من الجيران: كل شيء واضح بالصوت والصورة
وأشار إلى أن الشرطة لم تقدّم أي توضيحات مباشرة، واكتفت ببيان مقتضب جاء فيه أن "العملية نُفذت في إطار نشاط سري ضد جهات إجرامية"، وهو تبرير أثار شكوكًا واسعة، خاصة في ظل وجود عدد كبير من أفراد العائلة والأطفال لحظة وقوع الحادث.
وقال سعدي:"لقد قدّمت شكوى رسمية إلى وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحش)، وهناك محامٍ يتابع القضية. نريد أن نعرف الحقيقة: ما الذي حدث؟ ولماذا؟ ومن سمح لعناصر الشرطة باستخدام هذا الأسلوب ضد منزل تقطنه عائلة كاملة؟"
نطالب بمحاسبة من رمى القنبلة على بيت فيه عائلة وأطفال
وختم بالقول:"ما جرى ليس مقبولًا. الشرطة، التي من المفترض أن تحارب الجريمة، يجب أن تكون قدوة ومصدرًا للأمان، لا سببًا في بث الرعب في نفوس المواطنين واقتحام منازلهم بهذه الطريقة."
من جانبها، لم تصدر وحدة التحقيقات أي نتائج بعد، لكن بحسب مصادر إعلامية، فقد تم إحالة القضية إلى الفحص المباشر من قبل المفتش العام للشرطة، وسط وعود بالكشف عن التفاصيل فور الانتهاء من التحقيق.
الحادثة فتحت نقاشًا واسعًا حول سلوك الشرطة في البلدات العربية، والتساؤلات حول مدى التزامها بالمعايير المهنية في تنفيذ عملياتها. واعتبر ناشطون أن ما جرى "ليس مجرد حادث عرضي، بل يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين الشرطة والمجتمع العربي".