ترحيب دولي واسع باتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس وعيون شاخصة نحو شرم الشيخ

قمة شرم الشيخ: دعم دولي واسع لخطة السلام في غزة والإفراج عن الرهائن يفتح "نافذة أمل" لإنهاء الحرب 

1 عرض المعرض
ويتكوف ورئيس الوزراء القطري في شرم الشيخ
ويتكوف ورئيس الوزراء القطري في شرم الشيخ
ويتكوف ورئيس الوزراء القطري في شرم الشيخ
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
تنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الإثنين، قمة دولية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق مرحلة سياسية جديدة، بعد عامين من الحرب التي دمّرت القطاع وخلّفت آلاف الضحايا والنازحين.
وتشارك في القمة أكثر من ثلاثين دولة، من بينها فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، تركيا، إسبانيا، العراق، وفلسطين، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي.

ترحيب دولي واسع باتفاق التبادل

قبيل انعقاد القمة، أعلنت الأمم المتحدة ترحيبها بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة، ضمن صفقة جزئية تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة دولية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان: "أشعر بارتياح عميق لأنهم استعادوا حريتهم وسيجتمعون قريبًا مع أحبائهم بعد المعاناة الهائلة التي تحملوها. وأكرر دعوتي للإفراج عن رفات الرهائن أيضًا"، داعيًا إلى "استثمار هذا الزخم لإنهاء الكابوس في غزة".
كما وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس عملية الإفراج بأنها "بداية مرحلة الشفاء"، قائلاً في منشور على منصة "إكس": "عامان من الخوف والألم والأمل باتا وراءهم الآن. يمكن للعائلات أخيرًا معانقة أحبائها مجددًا"، مشددًا على ضرورة إعادة رفات الرهائن القتلى ليودعهم ذووهم بكرامة.

"لفرنسا دور خاص إلى جانب السلطة الفلسطينية"

في تصريح لافت، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من شرم الشيخ أن فرنسا ستضطلع بدور خاص في إدارة غزة بعد الحرب، وذلك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، التي دعاها إلى إجراء إصلاحات ضرورية للمرحلة المقبلة.
وقال ماكرون: "سوف نضطلع بدور خاص إلى جانب السلطة الفلسطينية وسنحرص على أن يكون لها دورها الكامل. كذلك سنشارك في الإدارة المستقبلية للقطاع بعد وقف الحرب".
كما أعلن ماكرون مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة، معتبرًا ذلك "إشارة جيدة واعترافًا بدور السلطة الفلسطينية كمؤسسة شرعية"، في حين أعلنت حركة حماس عدم مشاركتها في القمة.

الاتحاد الأوروبي يشيد بدور ترامب

رحّب الاتحاد الأوروبي بالإفراج عن الرهائن، مشيدًا بدور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوصل إلى الاتفاق، واعتبره "اختراقًا دبلوماسيًا" يمهد لخطة السلام الجديدة.
وكتبت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، على منصة "إكس": "الإفراج عن الرهائن إنجاز كبير للدبلوماسية ومرحلة حاسمة على طريق السلام. وقد جعل الرئيس ترامب هذا الاختراق ممكنًا". وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن عودة الرهائن "لحظة فرح وارتياح للعالم بأسره"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للمساهمة بكل الأدوات المتاحة في خطة السلام"، بما يشمل تمويل إعادة الإعمار، ودعم الحوكمة والإصلاحات في السلطة الفلسطينية.
كما أعلنت كالاس أن بعثة المراقبة الأوروبية على معبر رفح ستُفعل مجددًا الأربعاء، بعد تعليقها في مارس الماضي، قائلة: "بعثتنا في رفح يمكن أن تلعب دورًا هامًا في ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار".

العراق يدعو لإدامة وقف الحرب ودعم إعادة الإعمار

على هامش القمة، التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أكد الطرفان أهمية تثبيت وقف الحرب، ودعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة.
وأشار بيان صادر عن مكتب السوداني إلى "دعم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة برئاسة فرنسية"، دون تحديد موعده، بينما أكد ماكرون استعداد شركات فرنسية متخصصة في الطاقة والبنية التحتية والدفاع والمياه للمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.

وثيقة ضامنة لوقف إطلاق النار

من المتوقع أن تُوقع خلال القمة وثيقة ضامنة لوقف إطلاق النار، تشارك فيها الدول الوسيطة، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي. وتأتي القمة تتويجًا لـخطة سلام شاملة تبنّاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تضمنت الإفراج المتبادل عن الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين، إضافة إلى وقف الحرب التي اندلعت بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

مستقبل غزة: إدارة متعددة الأطراف بانتظار التوافق

تتفق معظم القوى الدولية المشاركة في القمة على ضرورة إطلاق مسار سياسي يعيد السلطة الفلسطينية إلى غزة، مع آليات إشراف دولية لضمان الأمن والإعمار.
وفي ظل غياب حركة حماس عن القمة، يُنظر إلى مشاركة محمود عباس على أنها محاولة لإعادة الشرعية السياسية للسلطة، في مقابل رفض إسرائيلي ضمني لعودة حماس إلى حكم القطاع.
ولا تزال تفاصيل "اليوم التالي" للحرب محلّ نقاش واسع بين الأطراف، وسط تعقيدات إقليمية ودولية، وتباين في الرؤى بين اللاعبين الرئيسيين.