تواصل الشرطة التحقيق في جريمة قتل الشابة صباح فهيم أبو القيعان، البالغة من العمر 20 عامًا، من قرية حورة في النقب، إثر تعرضها لإطلاق نار وقع في بلدة جتّ المثلث أثناء تواجدها في أحد المحال التجارية لشراء حاجيات. وبحسب التحقيقات الأولية، وصل مسلح إلى أحد المحال في البلدة، وأطلق النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة الشابة إصابة حرجة تُوفيت على إثرها.
وفي حديث على راديو الناس، علّق الناشط من النقب رائد أبو القيعان – وهو قريب الضحية – على الجريمة، مقدمًا في البداية التعازي للعائلة قائلاً: "مصابنا جلل لا يخصّ حورة وحدها، ولا النقب فقط، بل المجتمع بأسره." وأكد أبو القيعان أنّ الضحية تبلغ من العمر 20 عامًا وليس 27 عامًا كما ورد في بيانات أولية.
"لم يعد هناك مكان آمن… لا متجر ولا بيت ولا شارع"
رائد أبو القيعان: "لم يعد هناك مكان آمن لا متجر ولا بيت ولا شارع"
المنتصف مع فرات نصار
07:03
وعبّر أبو القيعان عن حالة الغضب والقلق التي يعيشها المجتمع العربي في ظلّ تصاعد العنف المسلح، قائلاً: "لم يعد هناك مكان آمن بالنسبة إلينا كمواطنين؛ لا متجر، ولا منزل، ولا شارع، ولا حتى مركبة. والأخطر من ذلك أنّ فراشنا وغرف نومنا ومدارسنا باتت غير آمنة".
وأشار إلى أنّ العنف المنتشر لا يقف خلفه دافع واحد، بل "شبكة من المستفيدين"، على حدّ وصفه: "هناك من يوظّف هذا الإجرام لضرب التماسك الاجتماعي والحضاري في مجتمعنا، ولزعزعة العلاقات بين العائلات والقبائل."
وأضاف أنّ أعداد القتلى في المجتمع العربي بلغت مستويات غير مسبوقة: "نحن في عام 2025، ومع هذه الجريمة وصل العدد إلى 235 قتيلاً. هذا الرقم لم يسجَّل خلال 21 عامًا كاملة في الماضي."
"حياتنا أصبحت أرخص ما يمكن"
وتابع أبو القيعان حديثه حول تغيّر القيم داخل المجتمع: "حياتنا أصبحت أرخص ما يمكن في المجتمع العربي. معظم الجرائم اليوم تُرتكب لأسباب مادية، وبشكل رهيب لا يمكن غضّ الطرف عنه."
وأشار إلى أنّ العادات البدوية الأصيلة لم تكن تسمح بقتل امرأة أو غريمٍ جاء دون سلاح، قائلاً: "هذا ليس من عاداتنا. لم نكن نقتل غريمًا جاء إلى بيتنا، ولم تكن تُستباح الأرواح بهذه السهولة."
انتقاد حادّ لأداء الشرطة
ووجّه أبو القيعان انتقادات شديدة للشرطة، قائلًا: "حين يكون السلاح موجّهًا ضد يهودي، تُكشف الحقيقة خلال نصف ساعة: يعرفون القاتل، ومن نقل السلاح، ومن باعه. فلماذا لا يحدث ذلك عندما يكون الضحايا عربًا؟"
وتساءل: "هناك 234 قتيلًا قبل صباح هذا العام. لماذا لم تُكشف ملفاتهم؟ ومن أين وصلت الأسلحة؟"
انتقادات لابن غفير واتهامات بتسييس الأمن
وهاجم أبو القيعان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "لم نره يصل إلى مسارح جرائم قتل النساء عندنا. هدفه هو تضييق الخناق على العرب. عندما يُغلق بلدة كاملة بسبب إطلاق نار داخلي، فإن هذا عقاب جماعي لا يُعقل." وأضاف: "لو كان عدد القتلى في المجتمع اليهودي كما هو في مجتمعنا، لاندلعت حرب."
دعوة إلى تحرك شعبي واسع
وشدد أبو القيعان على ضرورة تحمّل المجتمع نفسه جزءًا من المسؤولية، مشيرًا إلى التقصير في التربية والأطر الاجتماعية. ودعا إلى تحرك جماهيري واسع: "لا تكفي المظاهرات ولا الإضرابات ولا الحداد. يجب أن نُعطّل الدولة واقتصادها حتى تشعر بما يحدث لنا. علينا أن نخرج جميعًا إلى الشوارع."
وتابع: "اليوم لم يعد بيتنا آمنًا ولا مركبتنا. يجب أن نتحرك كمجتمع، وأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الشرطة."
"لن نصمت حتى تُكشف الحقيقة"
وفي ختام حديثه، قال أبو القيعان: "لن نصمت على هذه الجريمة، وسنلاحق القضية حتى تُكشف الحقيقة كاملة وتُقدّم الجناة للعدالة. لدينا تجربة سابقة، ونجحنا في تحقيق العدالة رغم أن الأمر استغرق سنوات."



