لقطة مشوشة من فيديو الاعتداء على طالب مدرسي

مبادرة صلح تنهي أزمة اعتداء على طالب في مدرسة بمدينة عرابة

والد الطفل أكد أن ابنه يعاني نفسياً بسبب الحادثة. في المقابل، بادرت لجنة السلم العربية لعقد جلسة صلح بين الطلاب بحضور ذويهم، حيث تم التوصل إلى تفاهم ينهي الخلاف.

راديو الناس|
شهدت إحدى المدارس في مدينة عرابة حادثة اعتداء على طالب يبلغ من العمر 11 عامًا، حيث قام زملاؤه بضربه وتصوير الواقعة، ما أدى إلى موجة استياء بعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. والد الطفل المعتدى عليه تحدث لبرنامج "هذا النهار" عبر أثير "راديو الناس"، معبرًا عن صدمته مما حدث، وقال: "ابني يعاني نفسيًا بسبب الاعتداء، فهو يعيش وضعًا صعبًا بعد انفصالي عن والدته، واليوم تعرض لإهانة علنية دون أن يتحرك أحد لإنصافه".
وأضاف الوالد أن الفيديو انتشر بسرعة كبيرة، لكنه لم يلمس أي تحرك فوري لحماية ابنه، مشيرًا إلى أن "خلال أربع ساعات، وصل الفيديو إلى الجميع، لكن لم تكن هناك أي نتائج ملموسة، فالضحك مستمر والاعتداءات لم تتوقف، وابني لا يزال يعاني من الخوف".
مبادرة صلح تجمع الطلاب وذويهم
أمام تصاعد ردود الفعل، بادرت لجنة السلم العربية بقيادة الشيخ معين الصح، إمام مسجد وناشط في العمل الأهلي، إلى التدخل السريع لحل الخلاف بين الطلاب. وقال الصح خلال حديثه لبرنامج "هذا النهار": "بعد انتشار الفيديو، تواصلنا مع مديرة المدرسة وأهالي الطلاب المعتدين، وتم الاتفاق على عقد جلسة صلح بحضور جميع الأطراف المعنية، حيث جمعنا الطلاب وأهاليهم في المدرسة".
وأوضح الصح أن الجلسة انتهت بالتصالح بين جميع الأطراف، حيث قدم الطلاب المعتدون اعتذارًا علنيًا للطفل، وتم التأكيد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. "لم نكن نتوقع هذا التجاوب السريع، لكن لحسن الحظ استجاب الأهل بشكل إيجابي، وزرنا والد الطفل المعتدى عليه لإنهاء التوتر"، قال الصح.
تحذيرات من تفشي العنف المدرسي
وأشار الصح إلى أن هذه الحادثة تعكس تصاعد ظاهرة العنف داخل المدارس، وهو ما يستدعي تدخلاً أوسع من قبل الجهات المختصة. "في السابق، كانت مثل هذه الخلافات تُحل بين الطلاب أنفسهم أو بحضور المعلمين، لكن اليوم نحن بحاجة إلى تدخل شخصيات اعتبارية مثل أئمة المساجد ورؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية"، موضحًا أن "العنف المنتشر في الشوارع ينعكس مباشرة على سلوك الطلاب داخل المدارس".
وأضاف: "هذه المشكلة لم تحدث خلال الدوام الدراسي، بل بعد انتهاء الحصص، مما يعكس غياب الرقابة الكافية. علينا أن نتحرك سريعًا لتوعية الطلاب وتعزيز القيم الأخلاقية بينهم، لأن تأثير الإعلام ومقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من العنف بينهم".
دور البلدية والجهات المختصة
من جهته، أكد رئيس بلدية عرابة، أحمد نصار، أن البلدية على علم بالقضية وتتابعها عن كثب، مشددًا على أن "هناك حاجة لخطوات جذرية لمعالجة هذه الظواهر وليس فقط التعامل مع الحالات الفردية عند وقوعها".
كما أوضح الصح أن لجنة السلم العربية ستواصل جهودها في المدارس الأخرى، مضيفًا: "اليوم نقلنا بعض الطلاب المتورطين في الحادثة إلى مدرسة أخرى في محاولة لتهدئة الأمور، وسنستمر في تنظيم مبادرات لتعزيز التسامح في المجتمع. لدينا اليوم مسيرة الساعة الرابعة تحت شعار 'لا للعنف، نعم للتسامح'، ونأمل أن تساهم مثل هذه الفعاليات في الحد من هذه الظواهر".